تداول الهامش هو أحد أكثر مجالات التداول ربحية، و لكنه في نفس الوقت ينطوي على مخاطر أكبر من باقي المجالات، فكيف يمكن للمستثمر تحقيق التوازن و الحصول على الأرباح دون الوقوع في الخسائر؟
من أهم ما يقال حول التداول على الهامش هو أنها تضخم الأرباح بشكل كبير و تضخم الخسائر بنفس القدر كذلك ، حيث تعتبر من أكثر المجالات تأثرا بالعوامل الخارجية و الأحداث المعطلة للاقتصاد ، ولكن قبل التعرف على إيجابيات و سلبيات هذا المجال علينا أولا أن نطرح السؤال ما هو تداول الهامش ؟
بشكل مبسط ، يرتكز تداول الهامش على الاقتراض من شركة الوساطة ، لرفع رأس المال و التمكن من التداول بشكل أكبر بكثير مما يمكنك فعله بمالك الخاص و من هذا التعريف يتجلى لنا التحدي الأول للمستثمرين في الهامش ، حيث يجب عليهم تحقيق عوائد أكبر من القرض الذي استفادوا منه لكي يبدؤوا بتحقيق الأرباح ، هنا نرى أن التداول بالهامش يمكنك من تحقيق أرباح مجانية دون الدخول برأس مالك الخاص ، و لكن في نفس الوقت إذا تعرضت لخسائر فستكون في مواجهة مباشرة مع شركة الوساطة بسبب القرض المستوجب السداد.
لهذا السبب نجد أن أكثر من يتجه للتداول بالهامش هي مؤسسات الاستثمار العملاقة و ذات الخبرة في المجال مثل مديري الصناديق المشتركة وصناديق التحوط ، فتداول الهامش يمكنها من النمو بسرعة هائلة دون الحاجة لتكوين رأس مال كبير ، أما المخاطر فيمكن لهذه المؤسسات مواجهتها عن طريق إجراء دراسات معمقة لتحديد الاستثمارات الآمنة أو الأقل خطورة و في نفس الوقت امتلاك السيولة الكافية لمواجهة أي خسائر محتملة.
ما هي إيجابيات التداول بالهامش ؟
قد تكون السلبيات ذات وقع شديد على المستثمرين الجدد و تدفعهم بعيدا عن هذا المجال , و لكن الايجابيات في نفس الوقت مغرية و جذابة بشكل كبير و قد تشكل دافع أكبر من السلبيات المتوقعة .
رفع الأرباح في الأسواق الصاعدة
يقول الخبراء أن المتداولين بالهامش تكون لهم أفضلية كبيرة على نظرائهم خلال فترات النمو ، حيث يسمح لهم حساب الهامش بمضاعفة أرباحهم و الاستفادة القصوى من فترات الزيادة ، نظرا لكون أرباحهم صافية و مرتكزة على أموال مقترضة يمكن سدادها ببساطة خلال فترات النمو، و لكن الحذر واجب فلا أحد يعلم متى تنقلب وضعية سوق التداول .
السيولة
إضافة للأرباح الكبيرة، يعتبر امتلاك حساب تداول هامش أمرا عمليا و مفيدا للغاية للمستثمرين، حيث يشكل مصدر سيولة متوفر و سهل الاستعمال دائما. فعلى عكس حسابات التداول الأخرى التي تفرض عليك مدة انتظار ثلاثة أيام بين عملية البيع و الحصول على أموالك ، يمكنك تحويل القيمة المطلوبة مباشرة من حساب الهامش خاصة ، لهذا ينصح الوسطاء جميع المستثمرين بامتلاك حساب هامش حتى وإن لم يكونوا ينوون استعماله في عمليات التداول
ما هي مخاطر التداول بالهامش ؟
يمكن أن تخسر أكثر من استثمارك الأولي
أكبر مخاطر الشراء بالهامش هو أنه يمكنك خسارة أموال أكثر بكثير مما استثمرته في البداية. الانخفاض بنسبة 50 في المائة أو أكثر من الأسهم التي تم تمويلها مناصفة باستخدام الأموال المقترضة ، يعادل خسارة بنسبة 100 في المائة أو أكثر في محفظتك ، بالإضافة إلى الفائدة والعمولات.
على سبيل المثال، لنفترض أنك اشتريت 1000 سهم من شركة “س” بمبلغ 20000 ريال من أموالك الخاصة بالإضافة إلى 20000 ريال مقترضة في حساب الهامش الخاص بك بتكلفة 40 ريال للسهم. هذا ما مجموعه 40000 ريال ، باستثناء العمولات. في الأسبوع التالي ، أبلغت الشركة عن أرباح مخيبة للآمال وانخفض السهم بنسبة 50 في المائة. تبلغ قيمة المركز الآن 20000 ريال ، وما زلت مدينًا بهذا المبلغ للوسيط للحصول على قرض الهامش. في هذا السيناريو، تخسر كل أموالك الخاصة،بالإضافة إلى الفوائد والعمولات.
يمكن أن تواجه نداء الهامش:
و هو الحدث الذي يخشاه جميع مستثمري الهامش، حيث تقوم مؤسسات الوساطة بإرسال طلبات إيداع سيولة مالية إضافية في حساب الهامش. ويحدث ذلك في حالة تعرض أصول المستثمر في أسواق التداول إلى خسائر كبير تتجاوز قيمة السيولة المودعة في حسابه. في هذه الوضعية لن تتمكن شركة الوساطة من استرجاع قيمة القرض الذي تم استعماله في التداول. فتضطر للاتصال بالمستثمر و طلب إيداع سيولة إضافية تغطي قيمة الخسائر المحصلة.
كخلاصة، يمكنك الاعتماد على تداول الهامش للاستثمار و إعطاء دفعة كبيرة لعائداتك، ولكن من المهم أن تتذكر أن الرافعة المالية تضخم العوائد السلبية أيضًا. ولكن بالنسبة لمعظم المستثمرين، التداول على الهامش لن يكون منطقيًا وينطوي على الكثير من مخاطر الخسائر الدائمة.