في عصر تتزايد فيه متطلبات الحياة بشكل غير مسبوق أصبحت المصاريف كثيرة والالتزامات عديدة، فلا تحل نهاية الشهر إلا ويكون الراتب قد تلاشى! أما الادخار فقد أضحى أملاً بعيد المنال لدى الكثيرين. لذلك ظهرت الحاجة إلى التخطيط لميزانية ناجحة لا تساعد على الادخار لمسؤوليات الغد فحسب، وإنما تضمن لك حياة كريمة اليوم.
بغض النظر عن ظروفك، فإن الحد الأدنى الذي يجب عليك توفيره هو 10٪ من دخلك. إذا لم تتمكن من القيام بذلك، فليس هناك أمل بالاستقلال المالي على الإطلاق.
ستتعرف في هذه المقالة على ثلاث خطوات للتخطيط لميزانية ناجحة تمكنك من الادخار:
1. افصِل بين الأولويات والكماليات
تعتبر معرفة أولويات الإنفاق من أهم الأمور التي تساعد على وضع ميزانية تساعد على الادخار. حاوِل تبسيط مستوى المعيشة وابتعد عن التكلُّف، فقد قيل في الأثر (التدبير نصف المعيشة)، فأكثر الأمور التي تشجع على الإسراف هي إنفاق الأموال في غير موضعها وتقديم الأمور الكمالية على الحاجيات الشديدة الأهمية.
الميزانية الناجحة تُحدَّد على ضوء الأولويات وليس بناءً على المنافسة الاجتماعية المزيّفة. فلا ينبغي ان تقارن الاسرة وضعها بالآخرين، فكل أسرة تختلف احتياجاتها، فقد يكون شراء سيارة مجرد كماليات يمكن الاستغناء عنها، بينما أحد الجيران هي من الأساسيات لوجود مريض لديهم في البيت، أو أي ظرف آخر.
في غياب التمييز بين الأولويات والكماليات وبين ما يجب اقتنائه وشراءه على وجه السرعة وما يمكن تأجيله، تصبح مهمة التخطيط لميزانية ناجحة أمرا صعب المنال.
2. خصَّص غلاف مالي للطوارئ
هناك ظروف غير متوقّعة يمكن أن تؤثر سلباً على الميزانية بالرغم من التخطيط الجيد لها. فقد تحدُث أمور لا يمكن التنبؤ بها ويجب التحوط لها، وهي كثيرة وهي قد تحدث أو لا تحدث، كالمرض أو عطل السيارة أو البطالة.
لذلك يجب أن يكون لديك رصيد طوارئ متين وأقل شيء يكون بقيمة ثلاث رواتب. خلاف ذلك، أنت مُعرّض في أي وقت لأزمة مالية قد تحتاج لشهور او ربما سنوات لتجاوزها.
احسب حساب الطوارئ حتى لا تكون ممن يلومون أنفسهم عند وقوع ما لم يكن في الحسبان ولا يجدون كاش يسدّ هذه الثغرات المفاجئة.
3. تخلص من ديونك فوراً
إن أكثر ما يفسد أي ميزانية ويقف عائقا أمام نجاح الادخار هو شبح الديون، سواء القروض الاستهلاكية التي تتم عن طريق البنوك او الاستدانة من الاصدقاء والأقرباء أو عدم تسديد الفواتير في وقتها وتركها تتراكم. إذ يستحيل في ظل هذه الظروف عمل ميزانية متوازنة قبل التخلص من هذا الجزء المقتطع لسداد الديون، فالديون لا يأتي من وراءها سوى المزيد من الديون. إذا كان هذا حالك! عليك التفكير بجدية ووضع خطة صارمة للتخلص من ديونك.
كانت هذه ثلاث خطوات عملية نحو ميزانية ناجحة تجعل من الادخار أسهل ونتائجه أفضل. واعلم أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، فلا تتردد واستعن بالله وانطلق، ولن تخسر أي شيء فأنت تبذل مجهودا ذهنيا جبارا في القلق من المستقبل والضنك من وضعك المادي اليوم فلا ضرر لو بذلت ربع هذا التفكير في الحل الأمثل والتخطيط الجيد.
كم نحن بحاجة إلى مثل هذه النصائح شكراً لك استاذ عبد الحق