جاريد بيرشال ، هو رجل متواضع في أواخر الأربعينيات من عمره، ولقد استطاع بذكائِه ومقدرته أن يُدير ثروة الميلياردير الشهير إيلون ماسك منذ العام 2016، وهو الآن يدير أحد أهم عمليات الاستحواذ على الشركات في عصرنا، فهو مخطط و مهندس عملية الاستحواذ الاخيرة التي كانت على شركة Twitter البالغة 44 مليار دولار.. لكن هل تعلم أن جاريد بيرشال مفصول من العمل بسبب “سوء السلوك وفقدان الثقة”؟.. !
بالنسبة إلى معظم مسيرة بيرشال المهنية، مثل أفضل مديري الأعمال، فهو دائماً ما يفضل أن يعمل، إلى حد كبير، في الخلفية، و يقول زملائه السابقون في الدراسة معه في الجامعة، إنهم لا يستطيعون تذكره، ولا يتذكره زملاؤه السابقون في العمل أيضاً، حيث طُرد من هذا العمل بسبب سوء سلوكه. ويقول الأشخاص في العالم المترابط للمكاتب العائلية ذات الثروات الهائلة ومديري الثروات، إنهم يعرفون إسمه فقط، هذا إذا عرفوه حقاً.
لكن بيرشال البالغ من العمر 47 عاماً، هو أحد أهم الأشخاص في دائرة ماسك. فهو يترأس مكتب عائلة رئيس شركة “تسلا”، أي المكتب الذي يطلق عليه اسم “إكسيشين” (Excession) أو “الخارق”، كما إنه، وإلى جانب إدارة مؤسسته الحديثة، يدير بيرشال العديد من أمور ماسك الشخصية. و يصف الأشخاص الذين يعرفون بيرشال بأنه رجل لطيف ولا يظهر الكثير من المشاعر، وهو في الأساس مُصلح مشكلات الملياردير المتقلّب، الذي كثيراً ما يثير الجدل.
المسيرة المهنية لـ “جاريد بيرشال” :
بدأ بيرشال مسيرته المالية في مجموعة “غولدمان ساكس”، إذ انضم إليها بعد تخرجه من جامعة “بريغام يونغ” في عام 1999. كانت مرحلة قصيرة: ففي عام 2000، انتقل إلى العمل في مجال الثروة الخاصة لدى “ميريل لينش” في لوس أنجلوس، وهناك تم طرده من العمل بسبب “إرسال مراسلات إلى عميل من دون موافقة الإدارة”، وفقاً لتقرير تنظيمي.
في عام 2010، انضم بيرشال إلى “مورغان ستانلي”، حيث وصفه شخص مطلع على الفترة التي قضاها هناك، بأنه شخص لا يتحلّى بالنجومية، لكنه جيد في إدارة ثروات الأثرياء.
الإقالة من العمل بسبب السلوك السيئ و انعدام الثقة:
في العام 2000 انضم جاريد بيرشال إلى شركة “Merrill Lynch” في لوس أنجلوس، حيث عمل هناك لمدة 6 سنوات كمنصب – مدير ثروة -، ثم بعد ذلك تمت إقالته من هذا العمل في العام 2010 بسبب “سلوك سيء أدى إلى فقدان الإدارة للثقة ” والذي تضمن ” إرسال مراسلات إلى عميل دون موافقة الإدارة عن ذلك ” ، و وِفقًا لسِجلات هيئة تنظيم الصناعة المالية (FINRA)، بعد أقل من شهر، بدأ بيرشال العمل في بنك “Morgan Stanley” كمدير للثروة، وحسب موقع رويترز، قال مُتحدث باسم بنك مورجان ستانلي إن بيرشال كان يحظى باحترام كبير عندما كان يعمل بالبنك وغادر في ظروف جيدة.
ثم بعد ذلك، جاء ماسك طالباً خدماته.
ترك بيرشال شركة “مورغان ستانلي” في عام 2016، لمساعدة رئيس “تسلا” على إنشاء مكتب العائلة “إكسيشين”، والذي جاءت تسميته من رواية الخيال العلمي التي تحمل الاسم ذاته، للكاتب إيان بانكس. تتمحور الرواية حول كائن فضائي غريب وقوي، وهو “الخارق” الذي يظهر ويحفّز المجتمعات للقتال ضد سيطرته عليها.
الحياة الإجتماعية لـ “جاريد بيرشال” :
جاريد بيرشال هو أب لـ 5 أطفال، ويعيش هو و زوجته “لورا” في قصر مُكون من خمس غرف نوم، تبلغ تكلفته 4 ملايين دولار، المتواجد في ضاحية ديستني هيلز الغنية، غرب أوستن، على بعد 20 ميلاً من وسط المدينة، وتعمل لورا زوجة بيرشال كمديرة لمؤسسة “Bryant Family Foundation”، يبلغ الابن الأكبر للزوجين “بنيامين” 23 عاماً. أم عن راتب بيرشال فهو غير واضح، فلا توجد متطلبات تنظيمية للمكاتب العائلية للإفصاح علنًا عن أصولها أو موظفيها الرئيسيين.
بيرشال اليد اليمنى للميلياردير “إيلون ماسك”:
(انبش معلومات تنال من سمعة العدو – تم ذلك – رتّب قروضاً ضخمة – بالتأكيد – وظّف حراساً شخصيين، وقم ببيع المنازل وقيادة – على الورق على الأقل – شركة تكنولوجيا للتقنية العصبية تبلغ قيمتها مليار دولار – لا مشكلة يا مدير… )
هكذا تجري الأمور بالنسبة إلى “جاريد بيرشال”، الذي لعب على مدى السنوات الست الماضية دور اليد اليمنى للملياردير الأمريكي، “إيلون ماسك”، حيث كان يتعامل مع ثروة وأهواء الرجل الأغنى بين أثرياء العالم.
صفقة “تويتر”
تزايد تعقيد هذا الدور مع تضخم ثروة ماسك، من مجرد مليارات الدولارات إلى عشرات المليارات، ثم إلى مئات المليارات. في الآونة الأخيرة، و شارك بيرشال في المساعدة على شراء “تويتر” بمبلغ تمويل معقد، تضمن في البداية قرضاً قياسياً بقيمة 12.5 مليار دولار، مرتبطاً بحصة ماسك في “تسلا”.
عززت عملية الاستحواذ البالغة 44 مليار دولار مكانة ماسك الكبيرة بالفعل، ولكنها سلّطت الضوء أيضاً على بيرشال.
كان بيرشال جزءاً من الدائرة الضيقة التي تفاعلت مع “وول ستريت” لإعداد القروض، التي كانت أساسية لتأمين الصفقة، وفقاً لشخص على دراية بالمحادثات. ورغم أنه كان يفتقر إلى الخبرة في تنظيم عمليات استحواذ بمليارات الدولارات، ساعد بيرشال في حشد البنوك – بمساعدة “مورغان ستانلي” البنك الذي عمل فيه سابقاً – في إنجاز التمويل، كما قال الشخص، واصفاً إياه بأنه منطقي، ويسهل التعامل معه.
يوم الخميس، كشف ماسك أن عدداً من المستثمرين، ساهموا بأكثر من 7 مليارات دولار من الأسهم. ومن بين هؤلاء، الملياردير لاري إليسون، المدير التنفيذي لشركة “أوراكل” (Oracle)، وشركة رأس المال الاستثماري “سيكويا كابيتال” (Sequoia Capital)، وبورصة العملات المشفرة “بينانس” (Binance). وقال شخص مطلع على المحادثات مع “بينانس”، إن بيرشال كان إحدى نقاط الاتصال، حيث عمل من خلال محادثات الفيديو، للمساعدة على إنجاز الصفقة.
كما لعب بيرشال دور السفير، حيث تبنّى وجهة نظر ماسك القائلة بأن موقع “تويتر”، يجب أن يكون منصة غير مُقيدة لحرية التعبير.
في ديسمبر، كتب بيرشال في رسالة إلى تشارلز جونسون، الناشط السياسي اليميني السابق الذي تحول إلى مستثمر في قطاع التكنولوجيا، والذي تم حظره على “تويتر” بعد الإبلاغ عنه بأنه ارتكب مضايقات على المنصة: “إن ماسك يعارض بشدة الرقابة، خصوصاً على رئيس في منصبه… إن ذلك ضرب من الجنون”.
ثم هناك تعقيدات إدارة كل الأمور التي تتعلق بماسك. فحياة الملياردير معقدة. غالباً ما يتنقل على متن طائرة خاصة ويتخذ قرارات كبيرة تتوقف عليها أمور كثيرة – مثل بيع كل منازله، أو شراء شركة تواصل اجتماعي – بشكل مفاجئ.
كل هذا يحدث، بالتزامن مع نمو عائلة ماسك الكبيرة بالفعل، جنباً إلى جنب مع مكانته. لذا يجب أن يكون هناك شخص ما للتعامل مع التفاصيل الدقيقة – كتنظيم مواعيد إقلاع وهبوط الطائرة، وبيع المنازل، والاتصال بالمصرفيين، وتوظيف مربيات الأطفال وحراس الأمن. وبالنسبة إلى ماسك، هذا الشخص هو بيرشال.
يذكر أن بيرشال لم يرد على الرسائل أو المكالمات التي طلبت الحصول على تعليقه عند إعداد هذه القصة.
ثروة كبيرة:
ربما يكون بيرشال هو الآخر قد جمع ثروة كبيرة خاصة به، حتى لو لم تكن قريبة من المستويات الفلكية التي لدى رئيسه. يُظهر أحد تقارير “مورغان ستانلي”، أن الرئيس النموذجي لمكتب عائلي كبير يكسب ما بين مليون و3 ملايين دولار سنوياً. لكن يمكن أن يكون الأجر أعلى بكثير اعتماداً على المسؤوليات، خصوصاً إذا كانت تشمل إدارة الأموال بشكل مباشر، عن طريق اختيار الأسهم، أو صناديق التحوط، التي يجب الاستثمار فيها.
في المستويات العليا، يمكن أن تكون المكافآت كبيرة. فعلى سبيل المثال، كان عمل جون فيلان، كمؤسس مشارك لشركة استثمار تابعة لمكتب عائلة مايكل ديل، مربحاً بما يكفي لدرجة أنه أتاح له جمع مجموعة من القطع الفنية ذات المستوى العالمي، يعرضها في قصره في “بالم بيتش” الذي تم بناؤه حديثاً.
مع ذلك، فإن مكتب “إكسيشين”، ذو حجم أصغر بكثير، وهو أمر غير مألوف بالنسبة إلى شخص يملك مثل ثروة ماسك الهائلة. قال ماسك في عام 2019، إن هذه المؤسسة يديرها شخصان فقط، وذلك خلال جلسة محكمة حضرها بسبب تعليقاته التي وصف فيها خبيراً بريطانياً في مجال الغوص كان يساعد في إنقاذ فريق من لاعبي كرة القدم التايلانديين علق في كهف بسبب الفيضانات، بأنه “رجل متحرش بالأطفال”.
سلام خويا عبد الاله
ممكن مساعدة منك بخصوص تطبيق لبناني
واش ممكن انا نفتح من غير وسيط وكيفاش ندير
وشكرا