“إذا اشتريت اليوم ما لا تحتاج إليه ستبيع غدا ما تحتاج إليه”، مما لاشك فيه أن هذه المقولة قد أثبتت صحتها، إذ أن عدم تحقيق التوازن بين المدخول والإنفاق وصرف الأموال الكثيرة لشراء أمور كمالية لا حاجة حقيقية لها ! سيؤدي للوقوع في شرك الإستدانة والقروض والذي يصعب الخروج منه.
كيف تتجنب الوقوع في فخ الكماليات الكثيرة الذي تتسبب في دوامة من الديون والمشاكل المالية ؟ نجيبك عن هذا السؤال و غيره من الأسئلة المتعلقة بالموضوع من خلال هذه المحاور الستة (6) :
1- كيف تميز بين الحاجات الأساسية والحاجات الكمالية ؟
إن مفهوم الحاجات الأساسية بالمطلق هو كل شيء ضروري من أجل أن نعيش حياة لائقة كالسكن والتعليم والصحة والترفيه ولكن التفاصيل هي التي تحدد كل من الأساسيات و الكماليات. فالحاجة إلى اقتناء سيارة مثلا تعد حاجة أساسية بالنسبة للكثير من الناس أما إمتلاك سيارة جديدة واستبدالها بسيارة أجدد كل عام فهذا يعد من الأمور الكمالية وكذلك الأمر بالنسبة للملابس التي تعد حاجة أساسية أيضا ولكن هناك فارق بين ان نمتلك بضعة ملابس أو امتلاك الكثير منها.
2- هل يختلف مفهوم الكماليات باختلاف المكان والزمان ؟
أجل بالتأكيد ، فالكثير من الأشياء التي كانت تعد قديما من قبيل الحاجات الكمالية أصبحت اليوم من الحاجات الأساسية .إن غسالة الملابس الكهربائية على سبيل المثال كانت تعد قديما من الكماليات حيث كان سائدا الغسيل اليدوي أما اليوم فتعد الغسالة الكهربائية بالنسبة لمعظم الناس حاجة أساسية. وكذلك يختلف مفهوم الكماليات بحسب المكان و البيئة التي يعيش فيها الإنسان .
3- كيف أثرت الدعاية و الإعلام في العادات الشرائية ؟
للدعاية والإعلام دور اساسي في تحديد ميولنا ورغباتنا وقناعاتنا وحتى حاجاتنا.فمشاهدتنا لإعلان حول منتج ما لبضع ثوان يستطيع أن يتلاعب بعقولنا و يدغدغ مشاعرنا و يوهمنا أن هذا المنتج حاجة أساسية ولابد من الحصول عليه . فالانسان يميل الى تلبية رغباته اذا لم يهذب ويقونن هذه الرغبات لانه يميل إلى ما يريحه بشكل او بآخر والإعلان يترك تأثيرا كبيرا على العادة الشرائية التي تجعلنا نتغاضى عن ما هو اساسي وما هو كمالي حتى لو اغرقنا انفسنا في الديون والأعباء المادية.
4- كيف تصلح عاداتك الشرائية ؟
هناك كثير من الطرق التي تساعدنا في تحسين عاداتنا الشرائية بداية يجب ان نتمكن كأفردا من التمييز بين الامور الاساسية و تلك الكمالية ويساعدنا على ذلك أن نضع لائحة مكتوبة بالأشياء التي نرغب بالحصول عليها ثم نطرح الأسئلة التالية :
ما هي حاجتنا لهذه السلعة ؟ هل هي اساسية ؟ هل يمكنني ان استغني عنها ؟ هل انا بحاجة إليها في هذا الوقت بالذات ؟ فربما يكون هناك عروضات عليها لاحقا، هل يمكنني الإستعاضة عنها بماركة أخرى ؟ هل أنا اصبحت اطلبها لانني اعتدت ان اراها في يد غيري او فعلا هي من الامور التي لا يمكنني الإستغناء عنها؟ هل اريد الحصول عليها نتيجة تأثير الدعاية او البيئة المحيطة او ظرف نفسي؟ هل انا أملك من المال ما يمكنني من شراء هذه السلعة ؟ وهل هي ملحة وفعلية ؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة قبل شراء السلعة سيساعدنا كثيرا في تحديد ما نحتاج إليه فعلا.
5- ما الذي تبحث عنه حقيقة عند شرائك للكماليات التي لا تحتاجها حقاًّ ؟
تعد المظاهر الإجتماعية التي اغرقتنا والمجتمع الإستهلاكي الذي نعيش فيه والتفاخر بين أفراد المجتمع الدافع الأساسي وراء شرائنا للكماليات التي لا نحتاج إليها. نشتري لكي نرضي رغباتنا التي اصبحت اسيرة لما اكتسبناه من الثقافة الإستهلاكية والعولمة التي جعلتنا نقتنع انه يجب علينا الحصول على بعض الامور لكي يكون لنا موقع في المجتمع والركض وراء القشور والمظاهر اصبح امرا اساس وغاية اساسية لدى الكثيرين منا.
أما الدافع الثاني الذي يدفعنا إلى شراء الكماليات التي لا نحتاج إليها هي الحاجة إلى تغطية العيوب والنواقص الموجودة فينا وكما يقول المثل الشعبي: ” نغطي السماوات بالقبوات”، حيث نلجأ للإستعاضة عن نقاط ضعفنا وإثبات وجودنا إلى كسر النواقص بشراء الكماليات واقتنائها وهكذا نربي في انفسنا حس التملك في امور ليست اساسية ابدا ونشعر بالرضى التي وضعنا نحن له عنوان في اذهاننا، وهو يختلف بحسب الأشخاص وعلينا ان نقوم ونصحح مفهوم الرضى والقناعة والتشبه بالاخرين التي نراها على الإعلام والصورة الكاذبة والإفتراضية ونرى الشخص كيف يعيش بسعادة ونحن نعيش بضغوطات فيتجه لاوعينا إلى تملك هذا الشيء والقيام بنفس الامر للحصول على السعادة الموهومة بعض الأحيان.
6- هل الإقدام على شراء كماليات كثيرة حكر على طبقة إجتماعية معينة ؟
إن شراء الكماليات قديما كان حكرا على طبقة الأغنياء واليوم أصبحنا نعيش في قرية كونية كبيرة واضحينا نغرق أنفسنا بالديون الكثيرة والقروض لشراء الكماليات كما أصبح شراء الكماليات والغرق فيها دافعا لإرتكاب جرائم السرقة والإختلاس و الإثراء غير المشروع.
أخيرا ، إن بعض الأخطاء في حياتك يمكنها أن تكون مكلِّفة، لكن ما يمكن أن يحدث أحيانا في الجانب المالي من حياتك، هو في الحقيقة أسوأ من ذلك بكثير، فقد تُحوِّل عاداتك المالية الاستهلاكية السيئة حياتك إلى جحيم ! قرر الآن أن تعيد تنظيم حياتك من جديد، التخطيط لإدارة المال لا يقل أهمية عن كسب المال وقد يكون أهم من كسب المال. قرِّر أن تضع سلم أولويات تحدد فيه حاجاتك الأساسية أولا، ومن ثم حاجاتك الكمالية كي لا تنجرف وراء ما تراه من مظاهر اجتماعية غير صحية.
کمک میخواهم