يشير الاستثمار الى عملية شراء الأصول بهدف الاحتفاظ بها لفترات طويلة الى أن تزداد قيمتها تدريجيا، بينما تشير المضاربة الى جني الأرباح من المعاملات قصيرة الأجل. الفرق بين المضاربة والاستثمار بشكل عام هو مستوى المخاطر التي ينطوي عليها كل منهما.
يمتد الاستثمار عادة على المدى الطويل ويهدف المستمرون عامة الى الحصول على عوائد امنة ومستقرة، على عكس المضاربين الذين يساومون على الأمان مقابل الحصول على عوائد سريعة.
ما هو الاستثمار؟
يخصص المستثمرون جزءا من أموالهم لشراء الأصول واستثمارها على أمل أن يولدوا دخلًا ثابتًا أو أن ترتفع قيمته في المستقبل. يستخدم المصطلح على نطاق واسع لأنه يؤثر على كل من يرغب في تأسيس مستقبله المالي. تتضمن بعض الأمثلة الشائعة للاستثمار شراء الأسهم، السندات، العقارات، الذهب، الصناديق المشتركة وما الى ذلك.
قد يشتري المستثمر على سبيل المثال، حصة من الشركة “أ” مقابل 4 دولارات في السوق الحالية على أمل أن تزيد قيمتها الى 8 دولارات أو أكثر بعد 5 سنوات.
لا يقتصر مفهوم الاستثمار على عالم المال فقط، بل يمكنه أن يشمل جوانب الحياة الأخرى. قد تتمثل أنواع الاستثمارات الأخرى في تعلم لغة إضافية أو الى استخدام السلع المستعملة لإنتاج سلع أخرى جديدة.
تشجع الاستثمارات السليمة على النمو الاقتصادي. فيؤدي شراء معدات جديدة لتحسين الناتج الإجمالي داخل شركة ما، إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي للبلد. يوجد نوعان من الاستثمارات وهي الاستثمارات التقليدية والاستثمارات البديلة.[1]Investment vs Speculation, wallstreetmojo. تم الاطلاع 2022-01-08.
الاستثمارات التقليدية
- الأسهم
- سندات
- الودائع الثابتة
- صناديق الادخار
- الذهب والمجوهرات
الاستثمارات البديلة
- العقارات
- استثمارات الملكية الخاصة
- المقتنيات العتيقة
- لوحات
- استثمارات صندوق التحوط
- المنتجات المهيكلة
يعد الاستثمار أحد أهم جوانب التخطيط المالي الذي يتيح لك إمكانية التأكد من إنتاجية أموالك وفرصة تحقيق أهدافك المستقبلية المالية. فعلى عكس الادخار، سيضاعف الاستثمار أموالك تدريجيا خلال السنوات المقبلة. اليك بعض أهم الأسباب الأخرى التي قد تدفعك الى الاستثمار:
- يضمن الاستثمار نمو الأموال ومضاعفتها بدلا من إبقاء قيمتها ثابتة في الحساب المصرفي.
- يمكن للاستثمار تأمين مستقبل أسرة بأكملها من حيث نفقات التعليم والزواج والأطفال.
- يتيح لك الاستثمار إمكانية التعامل مع التضخم بفعالية. تنخفض قيمة المال مع ارتفاع معدل التضخم، لكن يمكنك السيطرة عليه من خلال استثمار أموالك عوضا عن ادخارها.
- يعد الاستثمار طريقة فعالة لكسب الثروة المتراكمة.
ما هي المضاربة؟
لا تحمل المضاربة تعريفا دقيقا لكنها تشير عامة الى شراء الأصول قصيرة العمر وتحقيق ربح سريع منها. تنطوي المضاربة على مستوى عال من المخاطرة وعدم اليقين بشأن العائدات، فهي عبارة عن لعبة احتمالات.
عادة ما يتخذ المضاربين قراراتهم عندما تكون الاحتمالات لصالحهم وهو أمر نادر، فدائما ما تتم هذه العملية في جو من الذعر والارتباك. لكن في حالة ما إذا لعب الحظ لصالحهم، فسيتمكنون من كسب مبالغ ضخمة جدا. إذا كان سوق الأسهم يمر بمرحلة صعودية على سبيل المثال، وبدا السيناريو متفائلاً، فإن فرص السقوط تكون أقل نسبيًا، لكن حب المغامرة لدى المضاربين يدفعهم الى وضع رهاناتهم حتى عندما يكون من المتوقع وصول مرحلة هبوطية.
بالرغم من الآراء السلبية حول المضاربة، الا أنها توفر السيولة المطلوبة بشدة في السوق، وهي أمر ضروري لتحقيق مستوى الكفاءة. في قطاع السلع مثلا، لا يمكن الاعتماد على شركات الأغذية والمزارعون ذوي القدرة المحدودة على الاستثمار وتحمل المخاطر لتوفير سيولة عالية.
الفرق بين المضاربة والاستثمار
1- يكمن الفرق الرئيسي بين المضاربة والاستثمار في المدة الزمنية التي يتم فيها الاحتفاظ بأصول كل منهما. يتم الاحتفاظ بالاستثمارات لأكثر من سنة، بينما يتم عقد المضاربة لفترة زمنية وجيزة لا تزيد عن بضعة أشهر.
2- يتجلى الفرق الثاني بين المضاربة والاستثمار في مستوى المخاطرة الذي يكون معتدلا نشبيا بالنسبة للاستثمار مقابل المضاربة. فينتمي العديد من المستثمرين الى الطبقة الوسطى مما يجعلهم يبحثون عن خيار امن مقابل المضاربين الذين يطمحون الى المخاطرة بأموالهم مقابل الحصول على عوائد عالية في فترة زمنية قصيرة.
3- عادة ما يستثمر المستثمرون من أموالهم الخاصة، بينما يستخدم المضاربون أموالا مقترضة.
4- يتوقع المستثمرون الاستفادة من التغيير في قيمة الأصل، بينما يركز المضاربون على جني الأرباح من تغيرات الأسعار بسبب تأثير قوى العرض والطلب.
5- يجري المستثمرون بحوثا مكثفة ويركزون على العوامل الأساسية للشركة، مثل المركز المالي، وتحليلات النسبة، وما إلى ذلك، في حين أن قرارات المضاربة تؤخذ بشكل سريع.
6- يركز المستثمرون على الاستثمار في الشركات الممتازة كسوق الأوراق المالية، وحساب التوفير المصرفي، وصندوق الادخار، وما إلى ذلك، بينما يركز المضاربون على المجالات مثل سوق السلع الأساسية، وتداول الخيارات، والمراهنة وما الى ذلك.
7- يعد مستوى الصبر والتضحية كبير جدا لدى المستثمرين بالمقارنة مع المضاربين، بالرغم من أن احتمال الخسائر يتضاعف في أنشطة المضاربة.
8- تتطلب المضاربة مبالغ كبيرة مقارنة بالاستثمار الذي يعتمد على قدرة الفرد أو الشركة.
ملاحظة مهمة
لا ينبغي الخلط بين المضاربة والمقامرة. تتضمن المقامرة وضع أموالك في حدث لا يعرف أحد نتيجته على أمل ربح المزيد. قد يفكر المقامر في وضع أمواله في لعبة الروليت الأمريكية بدلا من المضاربة في سوق السلع. سيكون العائد هو 35 إلى 1 فقط، في حين أن احتمالات الفوز هي 37 إلى 1. وبالتالي فإذا كان الرهان يساوي 5 دولارات على رقم واحد، فإن الدخل المحتمل هو 175 دولارًا، لكن احتمال الفوز بهذا المبلغ هو 1/37، وبإمكانه خسارة 5 دولارات إذا لم يصل الرقم المحدد.
خلاصة
حقيقة الأمر هي أنه ينطوي كل من المضاربة والاستثمار على التخمين والتنبؤ بالمسار المستقبلي للأحداث والتصرف وفقًا لذلك. لذا فمن المهم أن تكون على دراية بإيجابيات وسلبيات كلا الخيارين قبل اتخاذ أي من القرارات.
عليك أن تعلم أن مجال الاستثمارات مليء بالتخمينات سواء للمضاربة أو الاستثمار، والهدف من كليهما هو كسب الربح. ما يجب عليك أخذه في الاعتبار عند اتخاذ قرارك هو هدفك ومستوى المخاطر التي يمكنك تحمله.