لو أردت النجاح في عالم العمل التجاري، ستجد أمامك العديد من الطرق التي ستساعدك في تحقيق هذا الهدف. يجد بعض الناس أن تجاهُل كل شيء والتركيز على المهارات التقنية فقط وسيلة ممتازة للنجاح، بينما يرى البعض الآخر أن المهارات الاجتماعية مفيدة وضرورية. تستكشف الأفلام الموجودة في هذه القائمة التحديات أمام النجاح وكيف تغلب أصحابها عليها، كما تُظهر مشكلات مختلفة في عدد من الصناعات التجارية، ومجموعة متنوعة من أساليب النجاح التي اتبعها الأفراد. إن تعلم كل ما يمكنك تعلمه عن الأعمال التجارية ليس عملية مملة بالضرورة، ابحث عن الدروس المستفادة من الأفلام، وطبّقها في حياتك العملية.
القي نظرة على القائمة التالية لمعرفة أفضل الأفلام التي يمكنك الاستفادة منها في مجال الأعمال التجارية.
1. أفضل خصائص شخصية: “لعبة المحاكاة – The Imitation Game”
لو أردت أن تصبح الأفضل في مجال الأعمال، يجب أن تتعلم كيفية بناء فِرق تفاعلية قادرة على حل التحديات التي لا يستطيع الآخرون حلها. صحيح أن هناك شخصيات فردية تتوافق مع الآخرين بشكل أفضل من غيرها، إلا أن هناك مهارات محددة ضرورية جدًا للنجاح، ويوجد بعض الصفات الشخصية المدهشة التي تمثّل أهم أصول صاحبها (أو الشركة) أحيانًا. صدر هذا الفيلم التشويقي عام 2014، وتدور أحداثه أثناء الحرب العالمية الثانية، ويُصوّر قصة حقيقية بطلها العالِم آلان تورينغ (الذي قام بدوره بنديكت كومبرباتش). كان آلان تورينغ عالم رياضيات عبقري عينته الاستخبارات البريطانية لفك شفرة “إنيغما” النازية التي لم يستطع أحد حلها. استطاع تورينغ بالتعاون مع فريقه – الذي ضم امرأة اسمها جوان كلارك (لعبت دورها كيرا نايتلي) – أن يفك الشفرة ويصبح بطلاً. يوجد العديد من العناصر التي تجعل هذا الفيلم – وبطله آلان تورينغ – متفردًا: يعاني تورينغ من أحد أطياف متلازمة التوحد، مما يعقّد قدرته على التفاعل مع الآخرين، ولكنه يجعله عبقريًا في عمله. وفي لحظة مريعة، ينكشف أن تورينغ مثلي الجنس أيضًا ويُسجن بسبب هذا.
2. أفضل فيلم ثقافي واجتماعي: “إنشاء فانكو بوب – The Making of Funko Pop”
هل تبحث عن فيلم وثائقي يُلهمك في عملك التجاري؟ إن مشاهدة فيلم The Making of Funko Pop ستأخذك في رحلة عبر ظاهرة ثقافية توضح كيف تحوّلت شركة ناشئة مقرها جراج منزل إلى علامة تجارية رائدة اليوم. يرجع جزء كبير من النجاح الذي حققته فانكو إلى التواصل مع العملاء عن طريق استغلال الحنين إلى الماضي. شاهد كيف عملوا في البداية، وكيف استخدموا استراتيجيات تسويق متفردة، وكيف بنوا شُهرة شركتهم. تعلّم كيف تعاملوا مع التحديات المتزايدة، وكيف تعرضوا للعديد من الإخفاقات، وكيف أدى حصولهم على ترخيص لصنع ألعاب سلسلة أفلام “حرب النجوم” إلى منح دفعة قوية جدا للشركة. سيستمتع كل من هواة جمع الألعاب والمهتمين بالأعمال التجارية بمشاهدة هذا الفيلم الذي يعرض جزء من تاريخ صناعة الألعاب.
3. أفضل فيلم يمنحك شعور بالرضا بعد انتهاءه: “جولي وجوليا -Julie & Julia”.
تشتهر جوليا تشايلد في أنحاء العالم بإتقانها لوصفات المطبخ الفرنسي، وبرامجها التلفزيونية الممتعة التي جعلت الطعام الفرنسي متاحًا للجمهور الأمريكي. يحكي نصف هذا الفيلم قصة جوليا تشايلد الحقيقية (لعب دورها في هذا الفيلم الممثلة ميريل ستريب) وكيف أصبحت المرأة التي نعرفها اليوم، بينما يحكي النصف الآخر قصة خيالية عن امرأة مُحبطة من سكان نيويورك اسمها جولي بويل (قام بدورها آيمي آدمز) التي سئمت من وظيفتها، وقررت أن تصنع كل وصفة من الـ 524 وصفة الموجودين في كتاب وصفات الطهي الخاص بجوليا تشايلد “إتقان فن الطبخ الفرنسي”.
نرى في الجزء الخاص بـ “جوليا” كيف اكتشفت زوجة الدبلوماسي شغفها الحقيقي عندما بدأت في تلقي دورات طبخ في مدرسة “لو كوردون بلو”. إن أكبر درس مستفاد من هذا الفيلم هو درس واضح في قصة الشخصيتين الرئيسيتين اللتين سُمي الفيلم على اسمهما، وهو أن العلاقة المستقرة تساهم بقوة في تحويل أحلامك إلى حقيقة.
4. أفضل فيلم يسلط الضوء على المعايير المزدوجة: “لا أعرف كيف تفعلها – I Don’t Know How She Does It”.
لو كنت ستصبح قائدًا، يجب أن تفهم أن ساحة العمل غير متساوية على الإطلاق بين الرجال والنساء. تلعب الممثلة “سارة جيسيكا باركر” في هذا الفيلم شخصية استشارية تمويل في بوسطن تحاول التوفيق بين حياتها الأسرية كأم وزوجة وبين حياتها المهنية التي أصبحت تتضمن رحلات متكررة إلى مدينة نيويورك. عندما يبدأ شريك جديد – جاك أبيلهامر – العمل في شركتها، تواجه تحديًا جديدًا في صورة مغازلة قد تهد كل ما عملت لأجله. يتسم عالم الأعمال بالمنافسة الحامية، ويدين الناس فيه غيرهم طوال الوقت، ويوجد دائمًا نسخ أصغر سنًا منك جاهزة للعمل أكثر، مما يضع مزيدًا من الضغط عليك. سيجد الأشخاص المنتمين لأسرة يعمل فيها الأب والأم أنفسهم في هذا الفيلم. يسلط الفيلم الضوء بقوة على الضغوط التي تتعرض لها النساء اللاتي جرؤن على بناء حياة مهنية وأسرية في نفس الوقت (وإن كان مع لمسة هوليودية بالطبع).
5. أفضل فيلم كلاسيكي: “وول ستريت: المال لا ينام أبدًا – Wall Street: Money Never Sleeps”.
يجب أن تفهم المصطلحات والمفاهيم المالية جيدًا لو كنت ستعمل في وول ستريت، ولكن الأهم من هذا، يجب أن تحترس من الأشخاص الذين لا يهتمون إلا بأنفسهم، ويمكن أن يدفعوك – أنت والصناعة المالية بأكملها – للسقوط في لحظة واحدة. صدر هذا الفيلم عام 1987، ويُصّور شخصية جوردون جيكو الأيقونية (لعب دوره الممثل مايكل دوغلاس)، وهو دور ساعد في رسم صورة وول ستريت في الخيال الأمريكي كمكان يمتلئ بالمحتالين غير الجديرين بالثقة. يدور الفيلم حول الطمع والمظاهر، وكيف استطاع نصاب محترف أن يخدع كل من قابله. قدّم الفيلم نموذجًا رائعًا على الثمن الذي يدفعه الأفراد والمجتمع والثقافة عند السماح لمثل هؤلاء الأشخاص باكتساب النفوذ والسلطة. يحتوي الفيلم كذلك على العديد من اللحظات المشوقة التي يجب أن تراها حتى تفهمها.
6. أفضل فيم خيالي عن وول ستريت: “غرفة الغلاية – Boiler Room”.
يدور هذا الفيلم حول شركة J. T. Marlin، وهي تنتمي لنوع الشركات التي يحب الجميع شيطنتها – لأسباب منطقية. تتربح الشركة عن طريق تضخيم أسعار الأسهم بشكل زائف، ثم خداع المستثمرين وإقناعهم باستثمار أموالهم في تلك الشركات. لسوء الحظ، يضفي هذا الفيلم طابعًا رومانسيًا على العالم غير الأخلاقي الذي تعيش فيه هذه الشخصيات، ولكنه يمثل أيضًا حكاية توضح كيف يؤثر الطمع على الجميع، وكيف تنهار حياة الأشخاص الذين يأخذون بنصيحة هؤلاء النصابين. تسود العدالة في نهاية الفيلم ولكني لا نريد حرق أحداث النهاية على القارئ.
7. أفضل فيلم كوميدي: “المكتب – Office Space”.
يقدم هذا الفيلم مأساة موظفي المكاتب في كل أنحاء العالم بشكل كوميدي، ويوضح ما يحدث في عالم خيالي ينتقم فيه الموظفين من أرباب العمل. توضح الحبكة مدى عدم واقعية الفيلم: يُترك بيتر جيبونز (الذي يلعب دوره رون ليفينغستون) في حالة ذهنية غير مستقرة عندما يموت معالجه النفسي أثناء جلسة علاج بالتنويم المغناطيسيـ وعندما يعود لعمله كمهندس برمجيات في شركة اسمها Initech، يصبح نموذجًا مثاليًا لأسوأ موظف على الإطلاق، ولكن المستشارين اللذين عينهما نائب رئيس الشركة الشرير ليطردوا أكبر عدد ممكن من الموظفين يُعجبان بسلوك جيبونز جدًا، ويوصيان بحصوله على ترقية فورية، ولكن أصدقاءه لم يكونوا محظوظين مثله، وعندما يعلمون أنهم سيُطردون قريبًا، يضعون خطة مشوقة وكوميدية للانتقام.
8. أفضل فيلم عن مدير شرير: “الشيطان يرتدي ماركة برادا – The Devil Wears Prada”.
صحيح أن “ميراندا بريستلي” تمثل نموذجًا ممتازًا على “أسوأ مدير على الإطلاق”، إلا أن الدروس التي علّمتها لمساعدتها الشابة آندي (التي تلعب دورها آن هاثاواي) أعدّتها جيدًا لمواجهة الواقع القاسي. عندما تحصل المتدربة الشابة على وظيفة الأحلام في مجلة الموضة الشهيرة “Runway” – التي تمثل نسخة الفيلم من مجلة Vogue الشهيرة – تجد أنها رُغم تعاليها على العمل في مجال تافه كـ”الموضة”، إلا أنها غير مستعدة على الإطلاق لهذا المجال المتطلب الصعب. تمر آندي بالعديد من الصعاب والإخفاقات والنجاحات في العمل والحب. ويعتبر الفيلم درسًا ممتازًا على عدم التقليل من شأن التحديات التي يمكن أن تواجهها حتى فيما يبدو كشركة سطحية – خاصة لو أردت النجاح في العمل فيها. إن التغلب على تحديات العمل ضروري للنجاح. كما أن العزم والمثابرة هما أفضل درس ستتعلمه من كل من ميراندا وآندي.
9. أفضل فيلم قديم: “المواطن كين – Citizen Kane”.
ينجح بعض رجال الأعمال عبر العمل الجاد والصادق، بينما يفقد آخرون بوصلتهم الأخلاقية في رحلة النجاح. صدر هذا الفيلم عام 1941، وظل أحد الأفلام الكلاسيكية الشهيرة لأنه سلط الضوء على حياة عملاق أعمال استثنائي بطريقة لم يفعلها أي فيلم آخر قبله أو بعده. يمثل هذا الفيلم تصويرًا شبه حقيقي لحياة “ويليام راندولف هيرست” والذي سُمي في هذا الفيلم باسم “تشارلز فوستر كين”. انتقل كين من الفقر إلى السلطة والنفوذ بعد أن اكتشف منجم ذهب بالصدفة في أرض أسرته، وأصبح عملاقًا في مجال الصحف، وكاد أن يُنتخب كمحافِظ وأن يبدأ حرب مع إسبانيا، ورغم أنه أصبح شديد الثراء لكنه فقد كثير من الأشياء التي تجعله إنسانًا.