يفكر الأثرياء حول العالم ويتصرفون بأسلوب مختلف عن الآخرين. والأصل هو أن الكثير من الأثرياء لا يتعين عليهم فقط العمل الجاد والدؤوب من أجل جمع المال، ولكن يجب عليهم أيضا المحافظة عليه وزيادته.
وإذا ما أردت أن تعرف كيف حققوا هذا النجاح المالي الباهر، فإنه يتعين عليك إذن البدء بمعرفة أفكار الأثرياء عن المال.
سردت مجلة “Entreprenour” الأمريكية في مقال لها سبعة دروس ترسخت في أذهان أثرياء العالم حول المال :
1- المال يساوي الحرية
قال كيفين أو ليري، رجل الأعمال والمستثمر الكندي الناجح في “شارك تانك” برنامج تلفزيوني واقعي أمريكي: ” إن المال يساوي الحرية.” وتلك الحقيقة يدركها الأثرياء جيدا. فعلى الرغم من أن المال لا يمكن أن يشتري الحرية، فإن امتلاك قدر كاف من المال ليس فقط لشراء احتياجاتك الأساسية من الطعام والمأوي، إذ أنه يعطيك الحرية في اختيار ما تريد فعله وفي الوقت الذي تريده.
فهل تشعر بالتعب من وظيفتك أو حتى من مديرك في العمل؟ فسيكون، بالمال، لديك الحرية لتستقيل من الوظيفة، إذا ما أردت ذلك، ما يجعل أية وظيفة أكثر استساغة لك. وهل ترغب في التخطيط لقضاء أجازة في هاواي؟ لا توجد مشكلة إذن، فتستطيع أن تختار بنفسك الساعات التي تذهب فيها لقضاء تلك الإجازة. وماذا يحدث لو مرضت؟ فيمكنك حينها أن تتحمل تكاليف الذهاب إلى أفضل الأطباء ومن ثم الحصول على الرعاية الطبية الكاملة.
قد يهمُّك: 7 طرق ذكية لبدء مشروع بجانب الوظيفة
2- تطلع إلى استثمارات يوميا
لا يكف الأثرياء دائما عن التفكير في المستقبل، ولعل هذا ما يدفعهم إلى البحث المستمر عن فرص استثمارية جديدة في حياتهم اليومية. وسواء أكان أطفالهم يخبرونهم بأشياء حول أحدث منصات الإعلام الاجتماعي أو حتى اكتشاف نوع أكل جديد في متجر البقالة، يعرف الأثرياء كيف يزيدون من ثرواتهم. فهم دائما ينصتون إلى الآخرين، حتى إذا لم يكن يروق لهم ما يسمعونه حول فرصة استثمارية مثلا.
3- الابتعاد عن الاستثمارات المعقدة
يعرف الأثرياء متى ينأون بأنفسهم عن الاستثمارات المعقدة مثل صناديق التحوط والأوراق المالية المدعومة بالرهون العقارية. لماذا؟ نظرا لأن أنواع الاستثمارات تلك ينتج عنها مجموعة من المشكلات التي يتمخض عنها عدم السيطرة على المخاطر المتضمنة. وفي الوقت ذاته، يحذر الأثرياء من الرسوم العالية التي يمكن أن تُفرض عليهم، وعادة ما يُباع هذا النوع من الاستثمارات إلى المستثمرين الذين لا يفهمونها. وإذا لم يفهم الأثرياء نوع الاستثمار، فإنهم لا يقدمون أبدأ على شرائه.
قد يهمُّك: المستثمر الذكي.. كتاب يجعل منك مستثمرًا محترفا!
4- عدم الإنفاق هو نفسه كسب للمال
لا يعني هذا أنه يتعين عليك دائما أن تقلص من حجم الإنفاق أو حتى أن تصبح بخيلا. فعلى سبيل المثال، إذا ما كنت مسافرا من نيويورك إلى شيكاغو وتتكلف تذكرة الطائرة من الدرجة الأولى أكثر من 3.000 دولار، هل تعتقد أنه بوسعك أن تأخذ مقعدا في فئة الأعمال نظرا لأنه يقل بمقدار 1.000 دولار؟ فبصورة أو بأخرى، فإنك قد وفرت 1.000 دولار، وهو المبلغ الذي يُمكن استغلاله في امتلاك أصول جديدة تجلب أموالا إضافية. فالمال الذي يعمل من تلقاء نفسه هو ذلك المال الذي لا يتعين عليك أن تكسبه مجددا.
5- استثمر في الأصول ذات القيمة
يحافظ كل الأثرياء على ثرواتهم من خلال عدم إهدار كافة أموالهم على شراء أشياء مثل الملابس والسيارات. وبدلا من ذلك، يقوم الأثرياء بضخ استثمارات في الأصول مرتفعة القيمة. وتعرف تاتيانا موراليس الأصول مرتفعة القيمة بأنها تلك ” الأصول المرشحة للزيادة في قيمتها و/أو التي تحقق دخلا.” ويشتمل ذلك على الأصول السائلة مثل النقود وكذلك الاستثمارات مثل الأسهم والسندات والعقارات.
اقرا أيضا : 7 اسرار يعرفها كل مليونير عصامي
6- لا تضع كل البيض في سلة واحدة
لا يضع الأثرياء أبدا كل أموالهم في حافظة واحدة أو حتى حافظتين. فقد ذكر موقع ” انفستوبيديا ” مؤخرا أنه ” من الحماقة أن تستثمر كل أموالك في حافظة استثمارية واحدة.” ومن ثم يكون من المهم أن تقوم بتنويع حافظتك الاستثمارية كي تشتمل على استثمارات متنوعة من الأسهم والسندات والصناديق المشتركة. وعلاوة على ذلك، فإن حافظتك قد تتضمن أيضا استثمارات في الشركات والعقارات والمقتنيات الثمينة.
قد يهمُّك: اقرأ مثل وارن بافيت وستصبح غنيا
وتذكر دائما أن التنوع لا يعني أبدا الاستثمار في شركات مختلفة. بل يعني أن تضخ استثمارات في أنواع مختلفة من الشركات. على سبيل المثال، لا ينبغي عليك أن تستثمر أموالك في أربع شركات مختلفة تعمل كلها في مجال الوجبات السريعة. ولكن من الحكمة أن تستثمر في شركة وجبات سريعة واحدة، في حين تضخ باقي استثماراتك في شركات أخرى تعمل في مجال النفط أو التجزئة أو التكنولوجيا مثلا. فإذا ما أخفقت واحدة أو أكثر من تلك الاستثمارات، توفر لك الأخرى غطاء واقيا ضد المخاطر.
7- المال لا يشتري السعادة
يدرك الأثرياء جيدا حقيقة أن المال لا يمكن أن يشتري لك الحب أو الاحترام أو الأصدقاء أو حتى السعادة. ويعي الأثرياء جيدا أيضا أن قيمتهم الذاتية لا يمكن أن تُقاس بنجاحهم المادي. وفي هذا الصدد، طرح المؤلف كين سولين سؤالا مفتوحا في مقالة له بصحيفة ” هافينجتون بوست” الأمريكية: ” من تعتقد أن لديه قيمة ذاتية أعلى؟ الشخص المنعزل الذي يمتلك مليار دولار مثلا في حسابه المصرفي أم الشخص الذي ينصت إلى زوجته ويقضي وقتا نافعا مع أولاده، ولديه صداقات حقيقية؟
اقرأ أيضا : اسرار “بافيت” في الحياة والاستثمار
* لمطالعة النص الأصلي