مهما كان وضعك المالي الآن (أزمة، تعثر، جيد..)، سأشارك معك في هذه المقالة 5 خطوات ضرورية لتحقيق استقلال مالي صلب (بداية الحرية المالية).
تعريف الاستقلال المالي
إذا كنت تريد أن تصبح مستقلاً مالياً، عليك أن تعرف ما يعنيه أن تكون مستقلاً مالياً. في الواقع، الاستقلال المالي هو مفهوم شخصي ويمكن تفسيره بشكل مختلف من قبل أفراد مختلفين.
فئة من المختصين يعرفون الاستقلال المالي بمايلي: “ستعرف نفسك ما إذا كنت مستقلاً ماليًا إذا كنت بلا ديون، ولديك احتياطي مالي يمكنه دعمك لفترة من الوقت، وانخفضت مستويات التوتر لديك عند إدارة أموالك”. وتقول فئة أخرى من المختصين: “يتحقق الاستقلال المالي إذا كنت لا تعتمد على صاحب العمل، أو الدخل من عملك، أو المساعدة المالية من مصدر خارجي.”
من هنا، قد يشعر بعض الأشخاص بالاستقلال المالي بعد الحصول على ما يكفي من المال لعيش نمط حياة متواضع، في حين قد يسعى آخرون إلى مستوى أعلى من الاستقلال المالي لتحمل تكاليف الكماليات وزيادة الاستهلاك ومستوى معيشة أعلى.
[1]The Point You Become Financially Independent, FORBES. تم الاطلاع 28-05-2024.
5 خطوات لتحقيق الاستقلال المالي الراسخ
تحدث المتاعب المالية للجميع تقريبًا ، ولكن تحقيق الاستقلال المالي يمكن أن يحميك من معظم المشاكل المالية ويضعك على الطريق الصحيح نحو أمان مالي راسخ
لا ينبغي الخلط بين الحصول على الاستقلال المالي (موضوع حديثنا الآن) وبين عدم الاضطرار إلى العمل على الإطلاق وهنا نتحدث عن الحرية المالية.
وفيما يلي 5 خطوات لاستقلال مالي حقيقي، في رحلة قد تواجه فيها تحديات وإخفاقات، ولكنها ستكون نهايتها بلا شك تحقيقك للاستقلال المالي وربما ستُوصلِك إلى حياة الرفاهية والمجد المالي:
الخطوة الأولى: اِكسب أكثر
هناك تخصصات ومهارات عالية الدخل ، بفضلها يكسب البعض مالاً وفيرًا.
الدخل المُكتسَب بالمهن والوظائف المرتفع مرتبط بقوّة وجودة التخصص والمهارات المهنية. بينما الدخل المُكتسَب في العمل الحر مرتبط بقوّة المهارات وجودة الخبرة ومهارات البيع والتسويق.
تدنِّي الدخل هو بسبب ضعف المهارات الشخصية والمهنية والخبرات. وأول خطوة نحو زيادة الدخل المُكتسَب هي تطوير وترقية المهارات والخبرات أو اكتساب مهارات جديدة أو أحيانا تغيير التخصص أو المهنة. يمكنك البدء بتطوير ثقافتك المالية من خلال قراءة أفضل كتب الثقافة المالية ، فهي الخطوة الأولى في طريق كسب المال و الاستثمار وتحقيق الاستقلال المالي.
الخطوة الثانية: اِصرف أقل ممّا تكسب
أنت في خطر مالي عندما تصرف أكثر من دخلك. والقاعدة الأولى لتحقيق أول مستويات الاستقلال المالي هي: أن تُنفِق أقل مما تكسب.
يفشل الكثير من الناس في تحقيق الاستقلال المالي.. إنهم مثقلون بأقساط قروض والتزامات هنا وهناك ، وحالات الطوارئ المالية ، والإنفاق الذي لا يميز بين الاحتياجات والكماليات، وينتهي الرواتب بعد أسبوعين أو ثلاثة، والبعض قد يعجز عن تأمين احتياجاته الضرورية. وغيرها من المعوقات التي تمنعهم من تحقيق أهدافهم. ثم هناك أحداث غير متوقعة ، مثل عطب السيارة أو المرض.. تقلب الأمور وتكشف عوراتهم المالية.
إذا كنت ترغب في تنمية أموالك بسرعة، فأنت بحاجة إلى البدء بالقيام بأمرين مهمين للغاية: إنشاء ميزانية وتتبع نفقاتك.
لحياة بدون مشاكل مالية يجب على أقل تقدير أن يتناسب حجم الإنفاق مع الدخل. لكن إذا كنت تطمح إلى الارتقاء بوضعك المالي إلى مستوى أفضل، فلا يجب ان تصرف كلَّ فِلْسٍ تكسبه.
ابدأ بإعداد موازنة مالية شهرية تُراعي حجم دخلك، يساعد على تنظيم حياتك المالية وترشيد الإنفاق. بعد ذلك، ستحتاج إلى تتبع كيفية توافق إنفاقك الفعلي مع هذه الخطة الموضوعة. لا يهم كيف تفعل ذلك، المهم أن تفعلها.
بدون تتبع ميزانيتك، لن تعرف إلى أين تذهب أموالك. ولن تعرف ما إذا كنت على الطريق الصحيح للاستقلال المالي أم لا.
الخطوة الثالثة للاستقلال المالي: ادخر جزء من دخلك لبناء مستقبلك:
قد يرهقك الادخار اليوم، لكنه سيسعدك غداً!
الادخار مهمة شاقة للكثير من الناس. ولزيادة نسبة الادخار ، يتطلّب الأمر حكمة وتعقُّلا في الانفاق ولا ينبغي السقوط في البخل المنبوذ.
الحل الفعّال والواقعي هو تبسيط حياتك ومحاربة الاستهلاك غير الضروري. إن التبسيط قناعة أولا قبل أن يكون فن وأسلوب حياة.
للدخل المرتفع يفضل ادخار أكثر من 25%. وللدخل المنخفض بين 15% و 5%، والأفضل هنا البحث عن مصدر دخل إضافي لجعل نسبة الادخار فعّالة.
قد يبدو الأمر واضحًا، ولكنك إذا كنت ترغب في تحقيق الاستقلال المالي، فعليك الالتزام بتوفير جزء منها بشكل دوري. وكما يعلم الكثير منا، فإن قول ذلك أسهل بكثير من فعله.
الخبر السار هو أنه لا يجب أن يكون قيامك بالادخار أمرا صعبا. يعتمد الأمر حقًا على الطريقة التي تتعامل بها مع الادخار. إذا كنت تخطط لحفظ ما تبقى فقط بعد دفع الفواتير والإنفاق على كل ما تريد، فقد ينتهي بك الأمر بإنفاق الكثير من الأموال وعدم توفير أي أموال.
السر هو التعامل مع المدخرات كمصروفات. هذا صحيح، يجب أن تتصرف كما لو أن مدخراتك هي عبارة عن فاتورة يتعين عليك دفعها كل شهر.
يميل الناس إلى التعامل مع الفواتير كأولوية والادخار كفكرة لاحقة وثانوية. لكن، يجب أن تدرب نفسك على التفكير في الادخار باعتباره لا يقل أهمية عن فواتيرك الأخرى – لأنه مهم أيضا.
إليك الطريقة التي يمكنك القيام بالأمر من خلالها:
- أنشئ ميزانية تتضمن مقدارًا محددًا مسبقًا من المدخرات.
- احرص على جعل تحويل هذه المدخرات يتم بشكل أوتوماتيكي.
الخطوة الرابعة: احصل على مصدر دخل ثاني:
إذا كنت ترغب في زيادة حجم مدخراتك، فيمكنك إما أن تنفق أقل أو أن تكسب أكثر. يمكن أن يساعدك وضع الميزانية، وتتبع إنفاقك، وقيامك بالدفع لنفسك أولاً على إنفاق أقل مما كنت تفعل. ولكن، ماذا لو كنت ترغب أيضًا في كسب المزيد؟
بالتأكيد، قد تكون قادرًا على التفاوض للحصول على زيادة، لكن هذا ليس خيارك الوحيد. والحقيقة هي أنك لست مضطرًا لتكون تحت رحمة رئيسك في العمل إذا كنت تريد تحقيق الاستقلال المالي والبدء في بناء ثروتك.
قد ترغب في الحصول على مصدر دخل ثاني. هذا يعني إيجاد طريقة لكسب أموال إضافية بشكل بعيد عن وظيفتك بدوام كامل. قد يكون أحد الخيارات المتاح أمامك هو العثور على وظيفة ثانية تقليدية. ومع ذلك، فإن الكثير من الناس ينجذبون نحو المرونة التي توفرها وظائف العمل من المنزل أو عبر الإنترنت.
يمكنك تقديم خدمات التدوين والكتابة المستقلة عبر الإنترنت، لكنها ليست الخدمات الوحيدة التي يمكنك تقديمها. اعتمادًا على مهاراتك الخاصة، فقد تقدم خدمات متنوعة كالتصميم الجرافيكي، أو التدقيق اللغوي، أو تصميم الويب، أو أي من الخدمات التي تمتلك المهارات اللازمة لتقوم بها.
إذا قمت ببناء ميزانيتك حول دخلك الأساسي، فيمكنك حينها صرف الأموال الإضافية من مصدر دخلك الثاني مباشرة في مدخراتك. نتحدث هنا عن النمو الفعلي.
الخطوة الخامسة: احصل على دخل سلبي:
عندما يتعلق الأمر بالمال، فإننا جميعا نريد الشيء نفسه: المزيد منه. هناك خطوة أخرى فعّالة إذا كنت تريد الوصول إلى الاستقلال المالي بشكل أسرع وهي عبر بناء دخل سلبي.
ينطوي الدخل السلبي على نوع من الاستثمار المسبق أو الأولي الذي يولد مكاسب ثابتة طويلة الأجل. يتحقَّق الدخل السلبي على طريقتين:
الطريقة الأولى- استثمار الجهد والخبرة:
تستثمر جهدًا أوليًا مقدمًا (على سبيل المثال لا الحصر: تأليف كتاب، كورس..)، وبدلاً من أن يتم الدفع لك مرة واحدة، فإنك تستمر في كسب الدخل بمرور الوقت ودون أن تبذل أي جهد آخر. تبدو طريقة جيدة، أليس كذلك؟
بمجرد الانتهاء من عملية البناء والإنشاء الأولي، فلن تضطر إلى استثمار الكثير من الوقت للمضي قدمًا والاستمرار في جني المال.
وهذا يعني أنك لم تعد تقايض الوقت مقابل المال. مع هذا النوع من الدخل، فإن دخلك لا يعود مقيدا بعدد ساعات العمل التي تقضيها في اليوم. وهذه أول ملامح الحرية المالية وهي مرحلة تأتي بعد الاستقلال المالي.
الطريقة الثانية- استثمار المال:
هنا ستحتاج إلى استثمار رأس مال أولي، حيث يمكنك كسب المال بمرور الوقت بجهد قليل أو معدوم. يمكنك كسب دخل سلبي من خلال الاستثمار في أصول مالية معينة أو من خلال بدء أعمال تجارية تبدأ، بعد الاستثمار الأولي، في توليد الدخل دون عمل منتظم. وهذه أفضل طرق الدخل السلبي,
تتطلب عملية تنمية أموالك الكثير من الانضباط، ولكن بالاعتماد على طرق تنمية الأموال البسيطة هذه يمكن للأمر أن يصبح أسهل وأكثر مرحا بالنسبة إليك. ابدأ بوضع الميزانية أولا، ثم استمر في تتبع أموالك وتأكد من قيامك بالدفع لنفسك أولاً. حصولك على مصدر دخل ثاني وبناءك لمصدر دخل سلبي سيجعل الأمر سهلا أكثر لأن المزيد من مصادر المال يعني تحقيق الاستقلال المالي بسرعة ويعني فرص لنمو مالي سريع وآمن.
خلاصة
لن تستطيع إتمام هذه الخطوات بين عشية وضحاها. ولكن البدء بتنفيذها سيقلل على الأقل وقوعك في مشكلات مالية ، وسيساعدك على تطوير عادات مالية صحية يمكن أن تضعك على طريق الاستقلال المالي ، إن عاجلا أم آجلا. ولم لا شق طريقك نحو الحرية المالية ، إذا كان طموحك المالي بقدر عزمك ومثابرتك.