هل تفكر في طرح منتج خاص بك في الأسواق؟ تمتلك شركة وترغب في إطلاق منتج جديد؟ أم تواجه مشكلة في عائدات الإنتاج الخاصة بك؟ في حال كنت واحدًا من هؤلاء فأنت في أشد الحاجة لمعرفة كيفية تسعير منتجاتك في ظل التقلبات الاقتصادية حتى تتمكن من جني عائدات مادية جيدة.
تسعير المنتجات
تلعب عملية تسعير المنتجات دورًا هامًا في تحديد العائد المادي للشركة أو صاحب العمل مهما كانت هذه الأعمال كبيرة أو صغيرة، وبالأخص في ظل ما يواجه العالم أجمع حاليًا من تقلبات على المستوى الاقتصادي ففي حال تم وضع سعر أكبر أو أقل من الحد المناسب سيتسبب هذا بمشكلة كبيرة لأصحاب الشركات.
ولكن قبل الحديث عن أنسب الطرق لتسعير المنتجات علينا أولًا أن ندرك معنى تسعير المنتج وما المقصود بمفهوم استراتيجية التسعير.
عندما تقدم أي شركة على طرح المنتجات في السوق تقوم بوضع سعر لبيعها به وهذا الأمر يعرف باسم عملية التسعير، أما استراتيجية التسعير فبشكل مختصر يمكن تعريفها على أنها الطرق والوسائل التي تعتمد عليها الشركات الصغيرة والكبيرة في تحديد أسعار سلعها ومنتجاتها.
عوامل يجب وضعها في الاعتبار عند تسعير المنتجات
لا يمكن لأي شركة كبيرة كانت أو صغيرة أن تحدد أسعار منتجاتها بشكل عشوائي، فلا يتم تسعير أي منتج أو سلعة بناءً على التكلفة المدفوعة في انتاجها فقط ولكن يتطلب الأمر المزيد من التفكير والحسابات.
يقول “إريك دولانسكي” – أستاذ مشارك في التسويق في بروك- : “المبلغ الذي يرغب العميل في دفعه مقابل المنتج ليس له علاقة كبيرة بالتكلفة وله علاقة بمدى تقديره للمنتج أو الخدمة التي يشترونها”. (جامعة في سانت كاثرينز ، أونتاريو).
وضع “دولانسكي” تقنية للتسعير يرى أن جميع رواد الأعمال عليهم اتباعها والالتزام بها، وتفيد بأن تسعير قيمة المنتج يعتمد على تقدير العميل نفسه له وتكلفتها في نفس الوقت مع حساب عائد الربح.
من هنا يمكن القول أن هناك عدد من العوامل يتم وضعها في الاعتبار أثناء عملية التسعير وهي:
- تكلفة الإنتاج.
- تكلفة التوزيع.
- المستوى المادي للشريحة المستهدفة.
- حالة السوق الاقتصادية.
- هوامش المدفوعات التجارية.
- أسعار المنافسين.
- أهمية تسعير المنتجات وفقًا للأوضاع الاقتصادية
أي منظمة أو شركة تسعى إلى زيادة أرباحها بأي شكل كان، والآن يعاني المجتمع ككل من أوضاع اقتصادية متقلبه وهو ما ينعكس بشكل واضح على سوق المبيعات وبالتالي على الأرباح، وهنا تظهر أهمية تسعير المنتج بما يتوافق مع الأحوال الاقتصادية.
فلا يمكن أن تضع أسعارًا مرتفعة للمنتجات في ظل الركود الاقتصادي، كما لا يمكنك أن تطرح المنتجات بسعر رخيص في حالة انتعاش سوق البيع.
تكمن أهمية وضع تسعير مناسب للمنتج أو السلعة في كونه واحدًا من أهم وسائل التسويق والترويج للمنتجات، فكلما كان سعر السلعة مناسب لأحوال العملاء كلما لاقى اقبالًا أكبر منهم.
عليك أن تدرك أنه كلما قمت بوضع تسعيرة جيدة كلما حققت أكبر قدر ممكن من الأرباح بمجرد طرح منتجاتك في الأسواق.
ولكي تتمكن من الاستفادة من مميزات التسعير الجيدة عليك أن تتبنى واحدة أو أكثر من استراتيجيات التسعير التالي ذكرها وتطبقها بشكل صحيح.
أهم استراتيجيات تسعير المنتجات
إذا كنت من أصحاب المشاريع الصغيرة وترغب حقًا في معرفة أفضل طرق تسعير المنتجات في ظل التقلبات الاقتصادية؛ فهناك مجموعة من الاستراتيجيات تعتبر الأمثل لوضع التسعيرة، وهي:
– استراتيجية التسعير لاختراق السوق:
وضع تسعير مناسب للسلع أو المنتج يمكن أن يكون طريقك لإثبات نفسك في السوق إذا كنت مبتدأ وهذا من خلال اعتمادك على استراتيجية الاختراق والتي تهدف بشكل أولي إلى جذب العملاء بطرح سلع قليلة في السعر مقارنةً بالسلع المنافسة.
على الرغم من أن تبني استراتيجية الاختراق يزيد من انتشار سلعك في السوق والوصول إلى الجمهور المستهدف بشكل أسرع ومؤكد إلى أنها مليئة بالمخاطرة؛ فعلا يمكن المفر من الخسارة في بداية الأمر، ولكن ما تحققه من أرباح بعد فترة بسبب انتشار سلعتك ووعي الجمهور بها يمكن أن يساعدك بسهولة على تلافي تلك الخسارة وضمان موقعك بين المنافسين.
– استراتيجية تسعير الاقتصاد:
تعتمد هذه الاستراتيجية على تقليل النفقات في الانتاج وحتى التسويق بأكبر شكل ممكن وهو طريقة تتبعها الكثير من الشركات سواء الموزعين وكبار التجار وحتى تجار التجزئة.
تكلفة الانتاج المنخفضة هنا تمكن الشركة من طرح المنتجات بسعر أقل دون مواجهة أي خسارة وتحقيق أرباح وإن كانت قليلة بعض الشيء.
يجب الأخذ في الاعتبار أن هذه الاستراتيجية مناسبة للشركات الكبيرة وليست الصغيرة أو المبتدئة التي تمتلك في الأساس مبيعات قليلة فلا يمكنها المخاطرة بالحصول على أرباح قليلة.
– استراتيجية التسعير القائم على المنافسة:
تعرف هذه الاستراتيجية أيضًا باسم استراتيجية التسعير التنافسي، وتعتمد بشكل أساسي على أسعار نفس السلعة في السوق بغض النظر عن النفقات الخاصة بالتكلفة أو حتى على حجم إقبال العملاء عليها.
المعيار الأساسي هنا لوضع سعر للمنتج هو أسعار المنافسين؛ فعند توافر نفس السلعة في السوق مع تقارب الجودة يميل العملاء إلى السلع الأقل في السعر، وهو ما تستغله الكثير من الشركات للوصول إلى الجمهور المستهدف وجذبه إليهم.
– استراتيجية التسعير الديناميكي:
يتم تعريفها أيضًا على أنها استراتيجية الطلب، أو استراتيجية وضع السعر على أساس الوقت.
هذه الاستراتيجية تتميز عن غيرها بالمرونة فالأسعار هنا تتغير وفقًا لطلب العملاء على السلعة نفسها، ويمكننا ملاحظتها بوضوح لدى الفنادق، وشركات الطيران، والقاعات وأماكن إقامة المناسبات والاحتفالات فجميعهم يحددون السعر على حسب الموسم وزيادة الطلب.
– استراتيجية التسعير الترويجية:
تعتمد هذه الاستراتيجية على تقديم خصومات أو هدايا على المنتج بهدف جذب العملاء إليه، فمثلًا نرى بعض المحلات تمنح العملاء قسائم شراء عندما يصلوا إلى حد معين من المدفوعات.
البعض يتبنون هذه الاستراتيجية خاصةً في فترة الخصومات، فنجد عروض مثلا شراء واحدة والأخرى هدية أو شراء المنتج بنصف الثمن في فترات معينة في الغالب يتم اتباع هذه الاستراتيجية في وقت الكساد أو في الأوقات الموسمية والتي تطرح فيها الأماكن الأخرى هي أيضًا عروض مشابهة.
– استراتيجية التسعير النفسي:
بدلًا من مخاطبة عقل العملاء المستهدفين تخاطب هذه الاستراتيجية حالتهم النفسية وعواطفهم؛ من المعروف أن السعر أو التكلفة المادية هي الشيء الأول الذي يلفت انتباه العملاء، ففي حال قمنا بعرض قطعة ملابس بسعر 500 جنيه بجودة عالية وعرضنا نفس الشكل بجودة أقل بسعر 300 جنيه فسنجد العملاء يتهافتون على القطعة الأقل في السعر مع إهمال فارق الجودة.
عاطفة العميل هنا قادته إلى النظر إلى السعر الأقل وجعلته يظن أن ربحه في تقليل السعر ولم يدرك أهمية الجودة.
ما بعد اختيار استراتيجية التسعير
ما أن تحدد استراتيجية التسعير المناسبة لك ووضعك المادي وطبيعة منتجك يمكنك أن تزيد من هامش الربح الخاص بك شيئًا فشيء، ولكنك سوف تكون بحاجة إلى بعض الوسائل المساعدة كبرنامج محاسبة موثوق بك، وقاعدة مراقبة للبيانات بحيث تتمكن من تقييم استراتيجية التسعير التي اعتمدتها وتساعدك في تغيير الأسعار في الوقت المناسب وبالتالي زيادة ربحك والبقاء في السوق.