تتطور الألعاب الإلكترونية، ولا تتوقف عند حد معين. فإذا نظرت للألعاب الفيديو التي حظت بشعبية هائلة في بداية الألفية الجديدة، ستجدها عبارة عن ألعاب فيديو بسيطة وبدائية مقارنة بما لدينا الآن. فالألعاب الإلكترونية تحولت لصناعة كبيرة مترامية الأطراف ومتعددة العناصر، وأصبحت تستفيد من أحدث الطفرات التكنولوجية التي تظهر على الساحة. مؤخرًا، دخلت العملات المشفرة في صناعة الألعاب الإلكترونية والتي ساهمت في نقل هذه الصناعة أميال للأمام.
العملات المشفرة والتعاملات المالية في الألعاب الإلكترونية
تشير بعض الإحصائيات التي قدمتها أحد الهيئات العالمية التي تعمل في صناعة الألعاب الإلكترونية إلى أن عدد مستخدمي الألعاب الإلكترونية تجاوز حاجز 3 مليار مستخدم مع نهاية عام 2022. نسبة كبيرة من اللاعبين تستخدم الألعاب الإلكترونية بغرض الترفيه.
من ناحية أخرى، ينفق أعداد كبيرة من اللاعبين أموال على الألعاب الإلكترونية، خاصة أن بعض تلك الألعاب ليست مجانية أو على الأقل تحتوي على ميزة الشراء داخل اللعبة وهي ميزة معروفة لدى الكثيرين. من هنا، جاءت العملات المشفرة الرقمية لتنقل الألعاب الإلكترونية آلاف الأميال للأمام.
فلقد أصبحت العملات الرقمية بأنواعها، بيتكوين، ايثريوم، دوج كوين وغيرها، من وسائل الدفع المقبولة في منصات الألعاب الإلكترونية. يمكن للمستخدم على سبيل المثال إجراء عمليات الإيداع والسحب النقدي عبر بيتكوين في المراهنات الرياضية حيث يقوم المستخدم بوضع توقعاته حول نتيجة مباراة ما والحصول على عوائد مالية في حالة تحققت تلك التوقعات. ستكون تلك العوائد في صورة عملات بيتكوين أيضًا.
المميز في هذه النوع من مواقع الرهان هو أنها تضمن للمستخدمين مستوى عالٍ من النزاهة والأمان، وهو ما يعمل على زيادة عدد مستخدميها من الدول العربية المختلفة. فوق ذلك، تمتاز العملات الرقمية بالسرية والخصوصية كوسيلة تعامل مالي، ولا يمكن لأي جهة حكومية أو غيرها في تتبع معاملات بيتكوين عبر الإنترنت أو اعتراضها بأي وسيلة من الوسائل.
من هنا، ساهمت العملات المشفرة في دخول المزيد من الأموال في هذه الصناعة وبشكل يثق به اللاعب العربي الذي اعتاد على الشعور بالقلق من التعامل المالي الرقمي في بداية الألفية الجديدة. الجدير بالذكر أن صناعة الألعاب الإلكترونية سجلت إيرادات تتخطى حاجز 180 مليار دولار حول العالم مع نهاية 2021، وكان للعملة المشفرة دورًا كبيرًا في ذلك.
فلقد بدأت العديد من شركات برمجيات الألعاب الإلكترونية ومنصات الألعاب عبر الإنترنت في قبول التعامل المالي بواسطة العملة الرقمية مع تقديم كافة الضمانات للمستخدمين. فلقد اكتسبت صناعة العاب الفيديو الإلكترونية فوة شرائية ضخمة مع مرور الوقت وبفضل تلك العملات الرقمية، وهو ما يصب في مصلحة شركات برمجيات الألعاب التي تجد عوائد جيدة لما تقدمه من ألعاب، وكذلك شركات النشر والتوزيع ومنظمي أحداث الألعاب الإلكترونية، والشركات التي تتولى صناعة أجهزة الألعاب وملحقاتها وشركات الإنترنت، وبالطبع الهواتف الذكية.
العملة الرقمية ومستقبل العاب الفيديو الإلكترونية
استخدام العملة المشفرة الرقمية، سواء بيتكوين أو غيرها، في المعاملات المالية عبر الإنترنت لم يصبح أمرًا جديدًا يثير الدهشة. الأكثر من ذلك هو ظهور أنواع أخرى من العملات الرقمية التي تنقل صناعة الألعاب الإلكترونية لخطوة بعيدة في المستقبل القريب.
من أمثلة هذه العملات الجديدة هي عملة NFT، والتي تمثل واحدة من أحدث وأشهر العملات الرقمية المبتكرة. تعني عملات NFT الرموز الغير قابلة للاستبدال وهي أصول رقمية مشفرة وفريدة من نوعها تمثل الأصول الافتراضية للمحتوى الرقمي عبر الإنترنت. فهي عبارة عن أي نوع من الوسائط الرقمية، صورة أو ملف صوتي أو فيديو أو غير ذلك، حيث تقوم بإثبات ملكيتك لهذه الوسائط في منصة البلوك تين وتحصل على عملات NFT مقابل هذه الوسائط. يتم الاحتفاظ بهذه العملات في محفظة كواحدة من العملات الرقمية، ويتم تداولها بشكل عادي. تمثل هذه العملات أحد الأصول الرقمية الأكثر شهرة وتستخدم بالفعل في عالم الميتافيرس وبعض المنصات الرقمية عبر الإنترنت.
بحسب إحصائيات الموقع الشهير ستايستا، فمن المتوقع أن تصل إيرادات صناعة الألعاب الإلكترونية حاجز 521.75 مليار دولار أمريكي في عام 2027، وهو ما يعتبر ضعف إيرادات الصناعة التي تسجلها مع نهاية عام 2023. هذا الرقم الكبير يؤكد بشكل كبير على النمو المتسارع والتطور الكبير لهذه الصناعة.
في النهاية، نجد أن صناعة ألعاب الفيديو الإلكترونية تحظى بمستقبل مبهر ومشرق وذلك لقدرتها الغير طبيعية على الاستفادة بكل جديد في عالم التكنولوجيا السريع. من المتوقع أن تواصل إيرادات الصناعة في الارتفاع بفضل تسهيل المعاملات المالية على المستخدمين من خلال دعم العملات الرقمية المشفرة التي بدورها تضفي طابع الأمان والسرية فيما يتعلق بالمعاملات المالية في هذه الصناعة.