النجاح المالي ليس فقط لأصحاب الدخل المرتفع، ولا يقتصر على أشخاص دون آخرين، بل هي لعبة الجميع يخوضها، والأغلب يخسر فيها. للأسف، بدل أن يسعى المرء لتنمية وعيه المالي وأن يسلك طريق النجاح المالي الصحيح، تجد أن الكثير من الناس لا يعنيهم إلا خطط الثراء السريع والطرق المختصرة لكسب المال.
إن كنت لا تزال تصارع للحصول على الدخل الذي سينقلك إلى حال أفضل من الاستقرار المالي، فأنت بلا شك تحتاج إلى تطوير ذلك الجزء من وعيك المتعلق بالمال، يعني أنك تحتاج إلى تنمية ثقافتك المالية. سنطلعك في هذا المقالة على أهم ثلاث قواعد أساسية في الثقافة المالية :
1- فرِّق بين الأصول والخصوم
على بساطة هذه القاعدة، تجد عموم الناس يجهلونها، ولهذا يعانون ماليا ويسقطون فريسة الديون والإفلاس والفقر. إن الأصول هي كل ما يضع المال في جيبك، وبمعنى آخر هي كل أنواع مصادر الدخل، أمّا الخصوم والتي تسمى أيضا بالالتزامات، فهي الأشياء التي تُخرِج المال من جيبك وبمعنى آخر هي كل أنواع النفقات والمصاريف. وهكذا فإن مقدار الثراء المالي يكون بقدر العوائد التي تحققها لك الأصول مقارنة بقدر المصاريف الناجمة عن الخصوم.
كلما وجهت المال إلى شراء الأصول، كلما زادت عوائدها وكلما زاد التدفق المالي. ولكن يزداد نموك المالي فقط بقدر تفوُّق هذا التدفق المالي على نزيف النفقات والمصاريف. وفي الجانب الآخر، نجد الأشخاص الذين لا يستثمرون في الأصول ويتجهون دائما لشراء الكماليات و الرفاهيات كلما سمح دخلهم، هم أكثر عرضة للوقوع في الديون والأزمات المالية.
2- الوظيفة لوحدها لن تُحقِّق الثروة
إن قضاء عمرك في الكدح في الوظيفة للحصول على المال والذي سيتسرب من يديك بنفس سرعة حصولك عليه ليس دليل على شدة الذكاء أبداً. أمان الوظيفة ودخلها القار ما هو إلا وهم لا وجود له، زرعها آباؤنا في عقولنا عن غير وعي، ظنا منهم بأنها الملاذ الآمن والحصن المنيع ضد مفاجآت الزمان، وهم ورثوها بدورهم من آبائهم.
مهما ارتقيت في وظيفتك، فسيأتي يوم تصبح فيه عجوزا بلا فائدة، يجب تغييرك! الوظيفة في الحقيقة هي ورقة التوت التي يستر بها الكسالى و الفاشلون عورة عجزهم عن الكسب من مصادر الرزق الواسع. ولكنها يمكن تكون ذكاءً إذا كانت مؤقتة ومرحلة انتقالية وبأهداف غير مالية (كالخبرة مثلا). ثم تركها لشخص آخر يبدأ منها حياته، لينطلق نحو أراضي الله الواسعة.
بينما تسعى الأغلبية الساحقة إلى تسلق السلم الوظيفي؟! تُحاول قِلّة قليلة امتلاك السلم كله. فإلى أي فئة تنتمي أنت؟
3- تعلَّم كيف تجعل المالَ يعمل لأجلك
الإشكالية المالية لدى عامة الناس هي أنهم يتعلمون المهارات التي تمكنهم فقط من العمل لأجل المال، بينما لا يتعلمون كيف يجعلون المالَ يعمل لديهم. لذلك فإن أول خطوة ينبغي عليك القيام بها هي البدء بالتعلم والاطلاع على عالم الاستثمار.
لن تحتاج الى معارف اقتصادية معقّدة لتنجح في الاستثمار، ولكن لا تقفز في المجهول على أمل الربح السريع، ولا تستثمر أموالك في أمور لا تفهم فيها إطلاقا. في الواقع، إن الاستثمار بذكاء وحِكمة ليس بالأمر السهل، إلا أنه يمكنك استثمار مالك لو تحلّيت بالصبر واكتسبت المعرفة والمهارات اللازمة.
قد لا تملك المال الآن، لكنك تملك وقتك وقد تملك الكثير منه، وأنت حر في أن تصنع به ما تشاء، والأفضل لك أن تستثمره في تعلَّم قواعد وقوانين المال، وتعلَّم ما يفيدك في زيادة دخلك وفي زيادة قدرتك على الاستثمار.
إن الطريق إلى الحرية المالية ليس سهلا، فبمجرد أن تخطو أولى خطواتك على هذا الطريق، ستقابل عائق تلو عائق. يُصاب الكثير من الناس بالإحباط ويستسلمون سريعًا، بينما يقاوم الآخرون لفترة ولكن دون نتائج، ثم يستسلمون بعدها. إن القلة المثابرة فقط هي التي يمكنها التقدُم وتحقيق طموحاتها المالية.
لا تدخل معترك الحياة خائفا من أن تفشل، بل ادخل معترك الحياة لكي تفوز.
ماذى يحتوى كتاب الاب الفقير والاب الغنى
بورك فيك أستاذ .مقال رائع بأسلوب أروع.ماأحوجنا إلى هكذا مواضيع راقية
كل الود والتقدير وانت تعطينا كل يوم الدروس ونحن نخطو إلى الأمام أن شاء الله
اقرء كتاب الاب الفقير والاب الغني
احسنت اخي معلومات مفيده عن تملك المال
كلام رائع و واقعي و عملي
كلام رائع . أريد أن أصنع تروتى وسوف أبدا من هذا العمر ١٥
اقرء كتاب الاب الفقير والاب الغني