هل يمكن تحويل هوايتك إلى مشروع تجاري؟ كيف تحول هوايتك إلى مشروع؟ طبعا من المقومات التي يجب مراعاتها لبداية عملك الخاص، عندما تقرر دخول دنيا المال والأعمال، نجد : العزم، والإبداع والمعرفة. لكن يبقى الشغف هو المُكوِّن الأساسي لبدء أي عمل. فالشغف هو ما يوقظك في الصباح، وهو ما يبقيك حريصا على الاستمرار عند مواجهة النكسات والشكوك أثناء تقدمك، وعندما ينتهي اليوم. الشغف هو ما يمنعك من الاستلام والرجوع إلى الطريق “الآمن” وهو العمل لصالح شخصا ما.
لهذا السبب نجد العديد من الناس عندما يختارون البدء بالعمل لصالحهم، يلجؤون فورا وبدون تردد إلى الأشياء التي يشعرون بالشغف إزاءها، وفي أغلب الأحيان ما تكون هذه الأشياء سوى هواياتهم.
نظريا، أن تحول هوايتك إلى مشروع تجني من ورائه المال لشيء رائع. الهواية تعني أنك تجد متعة بمزاولتها، ومن المحتمل جدا أنه لديك معرفة واسعة فيما يخص خباياها؛ هذان العاملان جديران بأن يجعل من عملك شيئا ناجحاً، أليس كذلك؟ لكن ليس دائماً، حيث ان تحويل هواتك إلى بزنس أحيانا يكون فكرة رائعة تمامًا، كما أنه قد يكون كارثة في أحايين أخرى.
كيف تحول هوايتك إلى مشروع
لذا، إذا كنت تفكر في تحويل هوايتك إلى مشروع او عمل تجاري، فهناك بعض الأمور المهمة، يجب ان تؤخذ بعين الإعتبار قبل البدء فعليا.
يجب أن تتسم هوايتك بالواقعية.
لنبدأ بالنقطة الأكثر بداهة، فإذا أردت تحويل هواتك إلى عمل تجني منه المال، عليك أن تكون واقعيا. كلنا لدينا هوايات نمارسها! ولكنها لا تصلح لأن تكون عملا تجاريا، كأكل الحلوى، والسفر على الأقدام، وقراءة الكتب، او مشاهدة النيتفليكس.. كما ترى مزاولتك لهذا النوع من الهوايات لا يعني إمكانية استغلاله تجاريا، وعليه فإنه يجب عليك ان تكون صادقا مع نفسك إذا كنت تريد جني المال من هوايتك.
هل تستطيع أن تحول هوايتك إلى مشروع مربح؟ هل يمكن أن الأمر ذا مغزى؟ من المحتمل ان تكون قادرا على تحويل هواتك إلى عمل يدر عليك المال بطريقة ما، لكن! هل هذا الربح يستحق الجهد والوقت الذين ستبذلهما؟ هل يمكنك أن تؤسس لمشروعك نظاما يعمل من دونك؟ لنفترض مثلا أنك شغوف بالحرف اليدوية وأردت بيع منتوجاتك على مواقع التجارة الإلكترونية؛ هذه فكرة جيدة لكن عملك هذا سيستمر فقط ما دمت تعمل عليه أنت بنفسك. لذا تذكر أن رجل الاعمال الحقيقي هو الذي يخلق مشاريع يمكن أن تسير بدونه. حتى أن بيعك مثلا للمصنوعات اليدوية من جانب واستثمار الأرباح يعتبر طريقة جيدة لزيادة دخلك السلبي، ولكن لا يمكن اعتبار هذه العملية مشروعا تجاريا خاصا إلا إذا كان بإمكانه ان يسير بدون تواجدك الفعلي.
فكر بطرق إبداعية
إذا كنت لم تجد طريقة بعد لتحويل هوايتك إلى عمل تجاري، ربما حان الوقت للتفكير بطريقة إبداعية و ابتكارية؛ فهذا ما فعله روبيرت كيوساكي – مؤلف كتاب الأب الغني و الأب الفقير – عندما كان صغيرا يعمل بدون أجر في متجر لدى والده الغني، حيث كان على روبيرت التفكير بطريقة ابداعية لاقتناص فرص عمل جديدة. في إحدى الأيام، خطرت بباله فكرة : كان روبيرت يحب كتب الكوميديا، فرأى مالك أحد المحلات لبيع هذا النوع من الكتب يرمي القديمة منها والتي لم يعد يشتريها أحد. فرأى أن يفتح مكتبة لكتب الكوميديا بالحي الذي يسكنه، واستطاع أن يجني قدرا محترما من المال في سن التاسعة. لكن لو لم يفكِّر خارج الصندوق لكان قد أضاع هذه الفرصة.
عندما تكون قيد تحليل هواياتك وشغفك في الحياة، فكِّر خارج الصندوق كيف تحول هوايتك إلى مشروع ولا تتبع الطرق التقليدية، ابتكر أفكارا غير مسبوقة لتلبية الاحتياجات الممكنة. هي هوايتك و لابد أنك ستعرف أكثر من أي شخص أين تكمن فرصتك وكيف السبيل إليها استغلالها بطريقة ابتكارية.
الهواية متعة، لكن البزنس غير ذلك.
إن بدء عمل تجاري خاص ليس بالشيء المريح، فهي ليست نزهة! سيستهلك وقتك بقدر كبير، قد يرهق أعصابك، وقد تجده محبطا في بعض الأحيان. العديد من الناس دخلوا دنيا العمل الخاص يعيشون هذا الشعور الآن، وقد كانوا متحمسين في البداية لأفكارهم الرائعة.
لا أحد سيُحِب خسارة أبسط المتع التي يحصل عليها من مزاولة هوايته بعد تحويلها إلى مشروع. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تحب فن التصوير لأنك تمتلك عين الفنان وهذا يشعرك بالراحة والمتعة وأنت في كامل حريتك تمارسها دون أدنى ضغوط . بينما مزاولتها كعمل تجاري قد يسلبك متعة و سحر هذا الفن؛ لأنك ستتحول فجأة للعمل بوقت محدد، وتعمل على تلبية طلبات ورغبات زبائنك رغم أنها قد لا تروقك، وربما قد تفقد حريتك نسبيا للتوقف للحظة والاستمتاع بالعمل الذي تحبه، لأنه لديك الآن ظروف اشتغال عليك الرضوخ لها من أجل نجاح و استمرارية عملك الذي تجني منه المال.
نحن لا نحاول أن ننصحك بالعدول على فكرة تحويل هوايتك الى عمل تجاري يدر عليك دخلا ماديا قد يفوق التوقعات، ولكن عليك أن تكون واقعيا تجاه كيف سيؤثر عالم الاعمال على هوايتك، لذا إذا لم تكن مستعد على ترك الهواية التي تريحك، فإنه من الأفضل البحث على فكرة مشروع خاص في مكان آخر.
كن جادًّا
إذا قمت بتحويل هوايتك إلى عمل، فعليك اذن ان تتعامل معها بالجدية التي يتطلبها مجال الاعمال. يجب ان تكون جادًّا تجاه عملك وتجاه مخططاتك للنمو والتقدم. طبعا هذا يحتاج تغيير عقلية الهواية و التحلي بروح رائد أعمال، حيال توزيع وقتك، والتكاسل والطموح وراء المتعة.
عليك أن تسخر كل وقتك وجهدك لعملك، أن تكون على علم بالتفاصيل، وأن تقوم بوضع خطط لأعمالك، والعمل على خلق نظام عمل حتى يتسنى لمشروعك أن يسير حتى بدونك.
مرة أخرى قد يكون هذا أمرا مرهقا ومحبطا، كما أنه قد يسلبك ذاك الشغف الذي كنت تمتلكه إزاء هوايتك في السابق، لذا يجب أن تفكر مليا ومطولا قبل أن تخوض في هذا الطريق. لكن هذا لا يمنع من أن ينجح عملك و تجده ممتعا، وأنت مثلك مثل باقي من نجح معهم الأمر، تستطيع ان تجد طريقا لكسب المال من فعل شيء تحبه.
ما مصدر شغفك.
كلنا نريد أن نكون شغوفين بالعمل الذي نقوم به، كلنا نريد أن نكون متحمسين ونحن ذاهبون صباحا إلى العمل. تحديد مصدر شغفك هي جزئية تتعلق بك أنت وحدك، و تحويل هذا الشغف إلى بزنس يتطلب عملا جبارا، لكنه قد يكون مجزيًا بشكل لا يصدق.
في كل يوم ينجح أشخاص في تحويل شغفهم إلى أعمال و مشاريع ناجحة. وأنت لست استثناءً، بالابتكار والعزيمة يمكنك النجاح في الأشياء التي تحب القيام بها وتحوِّلها إلى مصدر ربح جيد. اتبع شغفك والمال سيتبعك..
* ترجمة أسرار المال بتصرف – للاطلاع على النص الأصلي