اسأل أي خبير مالي، وستسمع أن الأسهم هي احدى المفاتيح الأساسية لبناء ثروة طويلة الأجل. لكن على الرغم من أنها يمكن أن تنمو في القيمة بشكل كبير على مر السنين، إلا أنه يستحيل التنبؤ بحركتها اليومية بدقة تامة. يبقى السؤال المطروح هنا هو: كيف يمكنك الربح من الأسهم؟ في الواقع، هذا ليس بالأمر الصعب، طالما أنك تلتزم ببعض الممارسات وتتحلى بالصبر. اليك بعض الطرق التي ستساعدك على تحقيق الربح من الاسهم الامريكية بنجاح.
4 طرق للربح من الاسهم الامريكية
1- الشراء والاحتفاظ
هناك قول مأثور شائع بين المستثمرين على المدى الطويل: “الوقت في السوق يفوق توقيت السوق”. يعني هذا باختصار أنه تتمثل إحدى الطرق الشائعة لتحقيق الربح من الاسهم الامريكية في اعتماد استراتيجية الشراء والاحتفاظ، حيث تحتفظ بالأسهم لفترة طويلة بدلاً من الانخراط في عمليات بيع وشراء متكررة مثل التداول.
هذا مهم لأن المستثمرين الذين يتداولون باستمرار داخل وخارج السوق على أساس يومي أو أسبوعي أو شهري يميلون إلى تفويت فرص تحقيق عوائد سنوية قوية. ضع في اعتبارك المثال الاتي، عاد سوق الأسهم الأمريكية بنسبة 9.9 ٪ سنويًا لأولئك الذين استثمروا خلال 15 عامًا حتى عام 2017، وفقًا لشركة Putnam Investments. لذا فدخول السوق والخروج منه على أساس يومي قد يعرض فرصك في الحصول على عوائد مثل هذه للخطر.
من الواضح أن الخروج من السوق في أفضل أيامه يترجم إلى عوائد ضئيلة جدا. بينما قد يبدو الحل السهل هو التأكد من أنك تستثمر دائمًا في تلك الأيام، إلا أنه من المستحيل التنبؤ بموعدها. هذا يعني أنه عليك أن تظل مستثمرًا على المدى الطويل للتأكد من أنك تستحوذ على سوق الأسهم الأمريكية في أفضل حالاته.
2- تفضيل الصناديق على الأسهم الفردية
ثانيا في مقالة الربح من الاسهم الامريكية، التنويع. يعرف المستثمرون المتمرسون أن التنويع هو مفتاح لتقليل المخاطر وربما زيادة العوائد بمرور الوقت. فكر في الأمر على أنه المكافئ الاستثماري لعدم وضع كل بيضك في سلة واحدة.
على الرغم من أن معظم المستثمرين ينجذبون نحو نوعين من الاستثمار: الأسهم الفردية وصناديق الأسهم، يوصي الخبراء عادةً باستخدام النوع الأخير لزيادة التنويع الخاص بك. بينما يمكنك شراء مجموعة من الأسهم الفردية لمحاكاة التنويع الذي تجده تلقائيًا في الصناديق، الا أن الأمر قد يستغرق وقتًا وقدرًا كبيرا من الاستثمار الذكي للقيام بذلك بنجاح.
من ناحية أخرى، تتيح لك الصناديق فرصة التعرض لمئات أو آلاف الاستثمارات الفردية بحصة واحدة. بينما يريد الجميع ضخ كل أموالهم في Apple (AAPL) أو Tesla (TSLA) التالية، فإن الحقيقة البسيطة هي أن معظم المستثمرين، بما في ذلك المحترفون لا يمتلكون اليقين بشأن ما قد يحصل الى تلك الشركات ومدى جودة العوائد.
لهذا السبب يوصي الخبراء معظم الناس بالاستثمار في الصناديق التي تتعقب المؤشرات الرئيسية بشكل سلبي، مثل S&P 500 أو Nasdaq التي تتيح لك إمكانية الاستفادة من متوسط العوائد السنوية الذي قد يصل الى 10٪ تقريبًا بكل سهولة.[1]How To Make Money In Stocks, forbes. تم الاطلاع 2022-04-18.
3- إعادة استثمار أرباحك
ثالثا في مقالة الربح من الاسهم الامريكية، اعادة استثمار الأرباح. في حين أن المبالغ الصغيرة التي تحصل عليها في توزيعات الأرباح قد تبدو ضئيلة، خاصة عندما تبدأ الاستثمار لأول مرة، الا أنها مسؤولة عن جزء كبير من النمو التاريخي لسوق الأسهم. من سبتمبر 1921 حتى سبتمبر 2021، شهد S&P 500 متوسط عوائد سنوية بنسبة 6.7 ٪. لكن عندما أعيد استثمار الأرباح، قفزت هذه النسبة إلى ما يقرب من 11٪، وذلك لأن كل عائد تعيد استثماره يشتري لك المزيد من الأسهم، مما يساعد على مضاعفة أرباحك بشكل أسرع.
هذا التعقيد المعزز هو السبب في أن العديد من المستشارين الماليين يوصون المستثمرين على المدى الطويل بإعادة استثمار أرباحهم بدلاً من إنفاقها. تمنحك معظم شركات الوساطة خيار إعادة استثمار أرباحك تلقائيًا عن طريق الاشتراك في برنامج إعادة استثمار الأرباح، أو DRIP.
4- اختيار حساب الاستثمار الصحيح
أخيرا في مقالة الربح من الاسهم الامريكية، ضرورة اختيار حساب الاستثمار الصحيح. على الرغم من أن الاستثمارات المحددة التي تختارها مهمة بلا شك في نجاحك الاستثماري طويل الأجل، إلا أن الحساب الذي تختاره للاحتفاظ بها مهم أيضًا. ذلك لأنه قد تمنحك بعض حسابات الاستثمار مجموعة من المزايا الضريبية مثل التخفيضات الضريبية الآن (حسابات التقاعد التقليدية) أو عمليات السحب المعفاة من الضرائب لاحقًا (روث). بغض النظر عن اختيارك، يتيح لك كلاهما إمكانية تجنب دفع الضرائب على أي مكاسب أو دخل تحصل عليه أثناء الاحتفاظ بالأموال في الحساب.
لكن يجب أن تعلم أن هذه الفوائد لها تكلفة، فلا يمكنك عمومًا الانسحاب من حسابات التقاعد، مثل 401 (k) s أو حسابات التقاعد الفردية (IRAs)، قبل سن 59 دون دفع 10٪ غرامة بالإضافة إلى أي ضرائب تدين بها.
بالطبع هناك ظروف معينة تسمح لك بالاستفادة من هذه الأموال في وقت مبكر بدون عقوبة مثل التكاليف الطبية المرهقة أو التعامل مع التداعيات الاقتصادية لوباء Covid-19. لكن القاعدة العامة هي أنه بمجرد أن تضع أموالك في حساب تقاعد يتمتع بمزايا ضريبية، يجب ألا تلمسه حتى تصل إلى سن التقاعد.
لا تقدم حسابات الاستثمار التقليدية الخاضعة للضريبة نفس الحوافز الضريبية ولكنها تتيح لك سحب أموالك وقتما تشاء ولأي غرض. يتيح لك ذلك الاستفادة من بعض الاستراتيجيات، مثل حصاد الخسارة الضريبية، والتي تتضمن تحويل الأسهم الخاسرة إلى أخرى فائزة عن طريق بيعها بخسارة والحصول على إعفاء ضريبي على بعض مكاسبك.
كل هذا يعني أنك بحاجة إلى الاستثمار في الحساب “الصحيح” لتحسين عوائدك. قد تكون الحسابات الخاضعة للضريبة مكانًا جيدًا لك إذا كنت ستحتج الى أموالك في السنوات القليلة القادمة، لكن إذا كنت تخطط للاحتفاظ بأموالك على المدى الطويل، فقد تكون الحسابات ذات الامتيازات الضريبية أكثر ملاءمة.
تقدم معظم شركات الوساطة كلا النوعين من حسابات الاستثمار، لكن تأكد من أن الشركة التي تختارها لديها نوع الحساب الذي تحتاجه.
خلاصة
إذا كنت ترغب في الربح من الاسهم الامريكية، فلن تضطر إلى قضاء أيامك في التكهن بشأن أسهم الشركات الفردية التي قد ترتفع أو تنخفض على المدى القصير. في الواقع، حتى أكثر المستثمرين نجاحًا، مثل وارين بافيت، يوصون الناس بالاستثمار في صناديق المؤشرات منخفضة التكلفة والاحتفاظ بها لسنوات أو عقود حتى يحتاجوا إلى أموالهم.
قد يبدوا المفتاح المجرب والحقيقي للاستثمار الناجح ممل بعض الشيء، لكن ما عليك سوى التحلي بالصبر الى أن تؤتي الاستثمارات ثمارها على المدى الطويل.