تعتبر الفترة الحالية هي أفضل وقت على الإطلاق لبدء أو تطوير أعمال التجارة الإلكترونية. حيث أدى انتشار جائحة فيروس كورونا إلى تغير كبير في جميع قطاعات الأعمال على مستوى العالم، واضطر عد كبير من التجار والمطاعم ومقدمو الخدمات والأسواق وحتي المشترين إلى اللجوء للتجارة الإلكترونية، مما يجعلها الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى. وتشير الدراسات إلى أنه من المتوقع زيادة حجم التجارة الإلكترونية حول العالم ليصل إلى 4.5 تريليون دولار في عام 2021. فلا شك أن التجارة الإلكترونية باقيه ومستمرة في الازدهار.
ولكن مع الأسف يبقى الإنترنت ليس أأمن مكان لمشاركة أموالك أو بياناتك الشخصية أو الائتمانية. وكلما زاد حجم الأموال المتداولة، فيزيد معها عدد الجرائم المرتكبة. واتخذت الجرائم الإلكترونية أشكالًا مختلفة مثل الاحتيال المالي، التصيد الاحتيالي، هجمات حجب الخدمة الموزعة، هجمات القوة الغاشمة، حقن قواعد البيانات، البرمجة عبر المواقع، أحصنة طروادة، وغيرها من الجرائم المستمرة في التطور من حيث العدد والتعقيد. مما يجعل التجارة الإلكترونية معرضة لمخاطر الجريمة الإلكترونية أكثر من أي وقت مضى.
سنشرح في هذا المقال بعض التقنيات الأمنية القادرة على زيادة حماية بياناتك ومعاملاتك الائتمانية على الإنترنت:
1- المصادقة الثنائية:
استخدام كلمة مرور قوية أمر هام للغاية، ولكنها قد لا تكفي وحدها. المصادقة الثنائية هي أسلوب تفويض يُمنح مستخدم الحاسوب بفضلها حق الوصول فقط بعد تقديم عاملين بنجاح إلى آلية المصادقة. يكون العامل الأول هو المعرفة، مثل اسم المستخدم وكلمة المرور. ويكون العامل الثاني هو الملكية، ويكون رمز إضافي يتم إرساله إلى المستخدم إما في رسالة نصية أو رسالة بريد إلكتروني، ويكون هذا الرمز صالح لبضع دقائق فقط. تضيف المصادقة الثنائية طبقة ثانية من الأمان إلى حسابك، وتمنع القراصنة من اختراق حسابك عن طريق استخدام برمجيات كسر كلمة المرور.
2- الشبكة الافتراضية الخاصة:
ربما تكون هي أحد أهم عوامل الأمان في الوقت الحالي لكل من المتسوق والمتجر الإلكتروني على حد سواء. عندما تتعامل مع بيانات ائتمانية، فيجب عليك أن تكون حذرًا للغاية في اختيار شبكة الاتصال بالإنترنت. إذا كان اتصالك بالإنترنت غير مؤمّن بشكل جيد، فجميع البيانات المتداولة على هذه الشبكة ستكون عرضه للاعتراض والعرض من قبل القراصنة. الشبكة الإفتراضية الخاصة (VPN) هي تقنية تتيح لك الاتصال الآمن بالإنترنت عبر نفق مشفر بشبكة أخرى لضمان خصوصية الإنترنت وتشفير حركة مرور البيانات بشكل مكثف. سواء كنت تستخدم شبكة إنترنت منزلية أو خاصة بالعمل، فإن تشفير الاتصال بالخادم الذي تقدمه الشبكة الإفتراضية الخاصة يتيح لك تغيير مكان تواجدك الحقيقي، إخفاء عنوان بروتوكول الإنترنت، حماية سرية هويتك، تشفير البيانات المتداولة، ويحميك من مراقبة أنشطتك أو اعتراض البيانات. كما أنها توفر حماية كبيرة من هجمات حجب الخدمة الموزعة.
3- جدار الحماية:
يعتبر جدار الحماية هو الحاجز الذي يقع بين الشبكة الداخلية الخاصة وشبكة الإنترنت العامة. يقوم هذا الحاجز بمراقبة حركة مرور الشبكة الواردة والصادرة وتصفيتها بناءً على سياسات الأمان المحددة مسبقًا. تساعد هذه التقنية في إبقاء الشبكات غير الموثوق بها بعيدًا عن شبكتك وتنظيم حركة المرور التي تدخل إلى شبكتك وتخرج منها. كما أنها توفر نفاذية انتقائية وتسمح بالمرور الموثوق به فقط. ببساطة، تساعدك هذه التقنية على حماية البيانات من تهديدات مثل حقن قواعد البيانات والبرمجة عبر المواقع ومنع اختراق الشبكة الخاصة.
4- برامج مكافحة الفيروسات والبرمجيات الخبيثة:
هي برامج يتم استخدامها لاكتشاف البرمجيات الضارة والخبيثة كفيروسات الحاسب، دودة الحاسوب وأحصنة طروادة. تقوم الكثير من الجرائم الإلكترونية على محاولة سرقة البيانات الائتمانية. ستساعدك برامج مكافحة الفيروسات في مكافحة جرائم الإحتيال المالي والتصيد الإحتيالي عن طريق منع البرمجيات الخبيثة من إلحاق الضرر بالحاسوب أو سرقة البيانات الشخصية أو الائتمانية وإزالتها أو إصلاحها. كما تستخدم هذه البرمجيات خوارزميات معقدة للإبلاغ عن أي معاملات ضارة لمساعدتك في اتخاذ المزيد من الإجراءات الأمنية.
تعد معايير أمان المتاجر الإلكترونية أمر في بالغ الأهمية لكل من العميل والمتجر الإلكتروني. عندما يشتري شخص ما منتجًا من خلال متجرك الإلكتروني، فهذا يعني أنه يثق بك لحماية بياناته. فمن الذكاء أن تكون على دراية بالتهديدات الموجودة في بيئتك المباشرة على الإنترنت، وأن تدرك أيضًا كيف يمكنك حماية نفسك من هذه التهديدات والاستعداد لها.