عتبة الفقر أو خط الفقر هو أدنى دخل يكفل للإنسان توفير حاجياته الأساسية للعيش الكريم من المأكل و الملبس و المسكن و العناية الصحية حيث يتم إستخدام هذا المؤشر لقياس نسبة الفقر في العالم و من هنا ينبثق لنا مصطلح جديد و هو الفقر المدقع.
الفقر المدقع هو العجز عن توفير أدنى المستويات من الحاجيات الأساسية كالغذاء و اللباس و السكن و العناية الصحية.حيث أن الناس التي تعيش تحت عتبة الفقر تعيش في فقر مدقع أو فقر مطلق.
لقد كانت عتبة الفقر هي 1 دولار كدخل يومي للفرد، لكن في سنة 2008 قام البنك الدولي برفع هذه النسبة إلى 1.25 دولار يوميا، و من ثم إلى 1.90 دولار في سنة 2015. لكن و مع ذلك هناك العديد من الدول التي تقوم بوضع عتبات فقر خاصة بها.
يتم تحديد عتبة أو خط الفقر عن طريق جمع تكلفة سنة واحدة من الحاجيات الأساسية لحياة الإنسان من مسكن و غذاء و ملبس و عناية صحية، و يكون نصيب الأسد من هذه التكاليف موجه بوجه الخصوص للسكن، مما جعل الباحثون و الإقتصاديون يهتمون بالقطاع العقاري و السكن، كونه عاملاً ذو تأثير مُباشر على نسبة الفقراء في العالم، و غالباً ما يتم تجاهل الخصوصيات الفردية أثناء حساب عتبة الفقر.
الفقر المُدْقِعْ (المُطلق) :
كما أسلفنا الذكر الفقر المُطلق هو العجر عن توفير الحاجيات الأساسية لحياة المرء، و لكي يكون قياس نسبة الفقر العالمي دقيق يجب أن يكون المعيار نفسه بغض النظر عن الخصوصيات لكل منطقة و لكل مجتمع و الإختلافات الإقتصادية و الجغرافية و الإجتماعية، مما يؤدي إلى عيب المدى التعسفي و الذي يجعل من قياس نسبة الفقر غير دقيق، وهو التوزيع الغير العادل للترواث من الناحية الجغرافية، و كذلك الإختلافات الجغرافية و الإجتماعية للمناطق.
وِفقا لإعلان الأمم المتحدة الناتج عن مؤتمر القمة العالمية المهتم بالتنمية الاجتماعية، في كوبنهاغن عام 1995، ذكر بأن الفقر المُطلق هو حالة تتسِم بالحِرمان الشديد من احتياجات الحياة الأساسية، بما في ذلك الغَذاء والمِياه الصالحة للشرب، ومرافق الصرف الصحي، والعناية الصحية، والمسكن، والتعليم، وتلقي المعلومة، فالفقر المُطلق لا يعتمد فقط على الدخل بل أيضا على كيفية الوصول إلى الخدمات.
يُعرّف “ديفيد قوردون” في مقالته “مؤشرات الفقر والمجاعة” للأمم المتحدة، بأن الفقر المُطلق هو غياب أي اثنين من الاحتياجات الثمانية التالية:
الغذاء يجب أن يكون مؤشر كتلة الجسم فوق 16.
مياه صالحة للشرب: يجب أن لا تأتي المياه من الأنهار والبِرك فقط، بل يجب أن تكون مُتاحة وقريبة (أقل من 15 دقيقة سيراً على الأقدام لكل طريق).
مرافق الصرف الصحي: يجب أن تكون دورات المياه أو المراحيض سهلة الحصول وتكون قريبة من المنزل.
الصحة: يجب تلقي العلاج للأمراض الخطيرة والحمل.
المأوى: يجب أن يكون هناك أقل من أربعة أشخاص يعيش كل منهم في غرفة. يجب عدم بناء الطوابق من التراب أو الطين أو الصلصال.
التعليم: يجب على الجميع الإلتحاق بمدرسة أو تعلم القراءة.
المعلومات: يجب حصول الجميع على الصحف أو المذياع أو التلفاز أو أجهزة الحاسوب أو الهواتف في المنزل.
إمكانية الوصول إلى الخدمات: لم يضع غوردون هذا البند، لكنه عادة يُستخدم للإشارة إلى مجموعة كاملة من التعليم والصحة والقانون والمجتمع والخدمات المالية الائتمانية. على سبيل المثال، الشخص الذي يعيش في منزل متكون من أرضية طينية يعد محروم حرمانا شديدا من المأوى. والشخص الذي لم يلتحق بالمدرسة قط ولا يستطيع القراءة يعد محروم حرمانا شديدا من التعليم. والشخص الذي لا يتوفر لديه صحف أو مذياع أو تلفاز أو هاتف يعد محروم حرمانا شديدا من المعلومات.
و في الختام لا يمكن وضع عتبة فقر دقيقة عالميا لأنها تتغير من منطقة لأخرى لكنها تبقى مرجِعاً لقياس متوسط نسة الفقر العالمية.