في ظل الأزمات الإقتصادية و التوترات الجيوسياسية التي يعيشها العالم اليوم و في وقت استبعد فيه صندوق النقد الدولي إمكانية حدوث ركود عالمي، لا يزال الإقتصاد العالمي يتلقى ضربات موجعة مع استمرار أزمات سلاسل التوريد واستمرار الاحتدام العسكري بين أوكرانيا و روسيا و مستويات التضخم التي لم تحدث منذ 40 عاما و إرتفاع أسعار الفائدة و توسع الدول في فرض الحظر على صادراتها خصوصا الصادرات الغذائية. كالزيوت و الشعير و القمح.
و مع عودة التوترات العسكرية بين الصين و أمريكا على مشكلة تايوان حيث حذر الرئيس الأمريكي بايدن الصين من أي غزو محتمل لجزيرة تايوان و التي تتمتع بالحكم الذاتي مع تأكيده على إستعداد الولايات المتحدة للتدخل عسكريا في حالة حدوث أي غزو من طرف الصين.
لم يتوقف الرئيس الأميركي “جو بايدن” عند هذا الحد، بل هدد بِكين اقتصاديا حيث قال إنه يفكر في زيادة بعض الرسوم الجمركية المفروضة على الصين في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
و لا تتوقف الضربات الموجعة للإقتصاد العالمي عند التوترات بين واشنطن و بكين بل تستمر مع ظهور بؤرة جديدة باتت تؤرق العالم وهي الانتشار السريع لفيروس جدري القرود والذي بات يشكل خطرا على الصحة العامة، و حذرت منه منظمة الصحة العالمية قائلة إن العالم يواجه تحديات “هائلة”، تشمل جائحة كوفيد والحرب في أوكرانيا و جدري القرود.
وإذا استمرت هذه التقلبات الجنونية في الأسعار وازدياد نسبة التضخم و تراكم الخسائر و التطورات العسكرية سوف يتوجه الإقتصاد العالمي نحو الركود التضخمي الخطير وضعف النمو.
لقد كان الجميع يراهن على فترة تعافي الاقتصاد العالمي لكن أتت الحرب الروس أوكرانية لتصب الزيت على النار و تسرع من وتيرة تقلب الأحداث مما يربك صناع القرارات و يجعل من الصعب التنبؤ بحالة الاقتصاد في القريب العاجل.