يطمح كل من المستثمرين والمتداولين الى تحقيق الربح من خلال المشاركة في الأسواق المالية. لكن يمكن الفرق بين التداول والاستثمار في المدد الزمنية التي يتم الاحتفاظ فيها بالأصول. يسعى المستثمرون إلى تحقيق عوائد أكبر على مدى فترة طويلة من خلال شراء الأصول والاحتفاظ بها، بينما يستفيد المتداولون من الأسواق الصاعدة والهابطة عن طريق تحقيق أرباح أصغر وأكثر تكرارا.
الاستثمار
يهدف المستثمرون الى بناء ثرواتهم تدريجيا من خلال شراء الأصول كالأسهم والصناديق المشتركة والسندات وأدوات الاستثمار الأخرى والاحتفاظ بها لمدد زمنية تمتد الى أكثر من سنة. يتسم سوق الاستثمارات بالتقلب المستمر، لكن عادة ما ينتظر المستثمرون انتعاش الأسواق لتعويض أي خسائر قد تحدثها الاتجاهات الهبوطية. يعتمد الاستثمار بأساسيات السوق مثل نسب السعر وتوقعات الإدارة وما الى ذلك.
التداول
يبنى التداول على معاملات أكثر تكرارًا، مثل شراء وبيع الأسهم أو السلع أو العملات أو أي أدوات أخرى بهدف تحقيق عوائد قليلة لكن متكررة. يتم تحقيق الأرباح من التداول عن طريق شراء الأصول ثم بيعها بسعر أكبر خلال فترة زمنية قصيرة. يستخدم المتداولون أدوات التحليل الفني مثل المتوسطات المتحركة ومؤشرات التذبذب العشوائية للعثور على إعدادات تداول ذات احتمالية عالية. ينقسم المتداولون عمومًا إلى واحدة من الفئات الأربعة التالية:
- متداول المنصب: يتم شغل المناصب من أشهر إلى سنوات.
- المتداول المتأرجح: يتم الاحتفاظ بالمراكز من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع.
- المتداول اليومي: يتم الاحتفاظ بالمراكز على مدار اليوم فقط.
- المتداول الفوري: يتم الاحتفاظ بالمراكز لبضعة ثوانٍ إلى بضعة دقائق.
غالبًا ما يختار المتداولون أسلوب التداول الخاص بهم بناءً على عوامل مثل حجم الحساب ومقدار الوقت الذي يخصصونه للتداول، بالإضافة الى مستوى الخبرة ومدى تحملهم للمخاطر.[1]Investing vs. Trading, investopedia. تم الاطلاع 2022-01-22.
الفرق بين التداول والاستثمار
هناك العديد من العوامل التي قد تحدث فرقا بين التداول والاستثمار، اليك أهم هذه الاختلافات.
الاستراتيجيات الاستثمارية
الفرق الجوهري بين الاستثمار والتداول هو النهج المتبع في كل من الطريقتين. يستخدم المستثمرون التحليل الأساسي للشركة بينما يهتم المتداولون بالتحليل الفني. يتضمن التحليل الأساسي التحليل المالي للشركة، السجلات المالية السابقة، تحليل الصناعة التي تقوم عليه، والأداء العام للصناعة بناءً على أوضاع الاقتصاد الكلي في الدولة، بينما يتضمن التحليل الفني النظر في الاتجاهات المالية اليومية للشركة. يتعين على المتداولين دراسة اتجاهات الحجم والسعر والمتوسطات المتحركة للشركة على أساس يومي ليتمكنوا من الحصول على تنبؤات دقيقة.
دائما ما يتصرف المتداولون بطريقة ديناميكية عن طريق الشراء والبيع بناءً على الاتجاهات الحالية بينما يدرس المستثمرون الشركة عن كثب، ويستثمرون فيها ويحتفظون بها لفترة أطول لتحقيق ربح بمخاطر أقل.
المدة الزمنية والمخاطر
يتعين على المستثمرين دراسة الشركة عن كثب والاحتفاظ بأصولهم لفترة أطول لتحقيق أرباح على المدى الطويل. لا يحقق هذا الاستثمار أرباحا ضخمة نظرا لأنها المخاطر التي ينطوي عليها قليلة. من الأمثلة الكلاسيكية على “الاستثمار” الصناديق المشتركة، السندات، سلاسل الأسهم، وما الى ذلك. يمكن أن يتراوح الإطار الزمني لسنوات أو حتى عقود، وغالبا ما يكون الاستثمار أقل ديناميكية.
يدرس المتداولون الاتجاهات اليومية للشركة عن كثب من أجل التنبؤ بمستقبلها. هذا الاستثمار قصير الأمد ويمكن أن يشمل الشراء والبيع في غضون يوم واحد أو بضعة أسابيع أو حتى بضعة أشهر بناءً على أوضاع السوق. ينطوي الاستثمار على نسبة عالية من المخاطر، فيمكن أن يتسبب قرار خاطئ واحد في تكبد خسائر فادحة. من الأمثلة الكلاسيكية على التداول أساس سوق الأوراق المالية، حيث يشتري المتداول عددًا معينًا من الأسهم عندما تكون الأسعار منخفضة ويبيعها عندما تكون الأسعار مرتفعة لتحقيق الأرباح.[2]Trading vs. Investing, nirmalbang. تم الاطلاع 23022-01-22.
يتجلى الفرق الرئيسي بين الاستثمار والتداول في الأساليب المتبناة والمخاطر والمدة الزمنية. لا يوجد ما قد يمنعك من القيام بالأمرين معا في ان واحد، فهذه القرارات تعتمد على قدرتك على المخاطرة والصبر. ينطوي الاستثمار على مخاطر أقل من التداول، لكن تذكر أنه يمكنك تحقيق ربح من كلاهما إذا اتبعت الاستراتيجيات الصحيحة.
ممكن شرح. للتداول المالي