جيف بيزوس يكشف: هكذا تصبح ثريًا!

لا يحتاج إلى أيّ مقدّمة، فلننتقل مباشرة إلى صلب الموضوع ونتعرّف كيف أصبح جيف بيزوس فاحش الثراء.

🎧 استمع لهذا المقال و المزيد عبر تطبيق أوديولابي – حمل تطبيق أوديولابي حصريا عبر جوجل بلاي

1. العملاء هم من يملكون المال، لا المنافسون

يقلق الكثيرون بشأن المنافسة، لكن جيف بيزوس يرى أن تركيزك يجب أن ينصبّ على العملاء، لأنهم هم من يملكون المال.

طالما أنك تقدّم لهم أفضل المنتجات، فلن يهم ما يفعله منافسوك.

لكن من الصعب كسب ثقة العملاء؛ فهي سهلة الفقدان وصعبة الاكتساب.

يمكنك بناء هذه الثقة من خلال تنفيذ المهام الصعبة بإتقان وبشكل يمكن التنبؤ به مع مرور الوقت، عبر خلق توقّعات عالية والوفاء بها.

وفي الوقت ذاته، في كل مجال وكل صناعة، سيبقى العملاء في حالة دائمة من عدم الرضا.

فهم لا يعرفون بالضبط ما يريدونه، إنما فقط يدركون أنهم يريدونه بشكل أفضل.

في إحدى رسائله للمساهمين، قال بيزوس إن أحدًا لم يطلب خدمة “أمازون برايم”، ولكن الجميع أحبّها عندما أُطلقت.

عليك أن تكتشف كيف تلبي مطالب العملاء المستمرة للحصول على تجربة أفضل. كما أن التميّز في “الحدس” لما يريده العميل ليس سهلًا.

هذا يشبه ما قاله ستيف جوبز: “لم يكن أحد يعلم أنه يريد جهاز iPod، لكن عندما حصلوا عليه، أحبّوه جميعًا”.

صحيح أن من الصعب التنبؤ بما سيحتاجه عملاؤك، لكن إن أردت أن تحقق نجاحًا عالميًا، فلا بد أن تتقن هذه المهارة.

وباختصار، إن أردت أن تُصبح ثريًا وتجني أموالًا طائلة، فإن نصيحة جيف بيزوس هي أن تركز على ما يحتاجه العملاء، لا على ما يفعله المنافسون.

اقرأ أيضا: كيف تصبح غنيا وفقا لروبيرت كيوساكي؟

2. ابنِ مشروعك حول الأشياء التي لا تتغيّر

غالبًا ما يسأل الناس: “ما الذي سيتغيّر خلال السنوات العشر القادمة؟” لكن نادرًا ما يسأل أحد: “ما الذي لن يتغيّر خلال السنوات العشر القادمة؟”

وبالنسبة لجيف بيزوس، فإن السؤال الثاني هو الأهم، لأنه يتيح لك بناء مشروع حول شيء من المرجّح أن يبقى ثابتًا في المستقبل.

هذا النوع من التنبؤ يمنحك القدرة على تركيز طاقتك بالكامل.

إذا فكرت في الأمر، ستجد أن هناك احتياجات ستظل دائمًا موجودة، بغض النظر عن الزمن.

مثلًا، الحاجة إلى توصيل الأشياء اليومية بسرعة إلى باب منزلك، ستبقى قائمة دائمًا.

ولهذا السبب، تأسست شركة أمازون على هذا المبدأ، وكل قرار اتُّخذ فيها كان يتمحور حول تلبية هذا الاحتياج.

3. السمات الأربع الأساسية لـ “المشروع الحُلم”

بحسب جيف بيزوس، فإن المشروع المثالي يتمتّع بأربع سمات رئيسية ومميزة:

  1. يُحبّه العملاء
    أول علامة على قوة المشروع هي كيف يراه العملاء.
    إذا أحبّه العملاء، فهذا يعني أنك تقوم بعمل رائع.
    وإذا كرهوه، فهذا لا يعني بالضرورة أن المشروع سيء، بل ربما لأنهم لا يملكون بديلًا أفضل بعد — مما يشكّل فرصة لشخص آخر لتحسينه وتقديم خيار جديد.
  2. قابل للنمو بشكل كبير
    ثاني علامة، من وجهة نظر بيزوس، هي قابلية التوسع.
    إذا كنت تصنع منتجًا ممتازًا ولكنك لا تستطيع إنتاجه سوى مرة واحدة أو لا يمكنك خدمة عدد كبير من الناس، فستصل في النهاية إلى نقطة فشل، لأنك ببساطة لا تستطيع النمو بعد حدّ معيّن.
  3. يُحقق عوائد قوية على رأس المال
    في نهاية المطاف، الربح هو الملك.
    السفينة الغارقة ستظل تغرق، مهما كانت وجهتها جذّابة.
  4. يتمتع بالاستمرارية على المدى الطويل
    وهذه النقطة تعيدنا لما ذكرناه سابقًا.
    آخر سمة للمشروع القوي هي أن يكون مبنيًا حول حاجة ستبقى قائمة لسنوات قادمة، ما يمنحه قدرة على الصمود والبقاء.

اقرأ أيضا: 15 وظيفة ذات رواتب عالية في الوقت الحالي

4. عنيد في الرؤية، مرن في التفاصيل

عندما يتعلّق الأمر بتحقيق الثراء، يرى جيف بيزوس أن رواد الأعمال اليوم بحاجة إلى الجمع بين العناد والمرونة في الوقت نفسه.

والطريقة لتحقيق ذلك هي أن تكون عنيدًا جدًا بشأن رؤيتك أو النتيجة التي تطمح للوصول إليها، وأن تعمل على اكتشاف الطريق أثناء التقدّم.

إذا كنت تغيّر هدفك باستمرار أو تعيد تشكيل رؤيتك كل فترة، فستفقد الوضوح والاستمرارية.
لا يمكنك تحقيق شيء إذا ظل يتغير كل ستة أشهر.

لذلك، لا بد أن تكون ثابتًا وعنيدًا عندما يتعلّق الأمر بالرؤية.

لكن في الوقت ذاته، عليك أن تتحلّى بالمرونة في كيفية الوصول إليها، لأن الحياة بطبيعتها غير متوقعة، والأشياء تتغيّر باستمرار.

تظهر تقنيات جديدة، وتبدأ التوجّهات في تغيير سلوك الناس.

الحلول القديمة لا تصلح للمشكلات الجديدة.

في الواقع، طالما كانت رؤيتك ثابتة وفكرتك عن المكان الذي تريد الوصول إليه واضحة، فستتمكن في النهاية من اكتشاف الطريق.

5. من الأسهل أن تصنع المستقبل بدلًا من التنبؤ به

كما ذكرنا سابقًا، يقول جيف بيزوس إنك تحتاج إلى قدر من القدرة على التنبؤ لتصبح ثريًا. وفي هذا السياق، يرى أن الطريقة الوحيدة للتنبؤ بما سيحدث هي أن تكون أنت من يصنعه.

لا أحد يستطيع التنبؤ بالمستقبل سوى أولئك الذين يساهمون في بنائه فعليًا.

عند النظر إلى الماضي، تبدو الأمور وكأنها كانت واضحة من البداية.

في حالة أمازون، يبدو من البديهي الآن أن التسوّق عبر الإنترنت سيهيمن على السوق.

لكن يمكننا النظر إلى الأمر من زاوية أخرى:
لقد هيمنت المشتريات عبر الإنترنت على السوق لأن شركات مثل أمازون جعلت ذلك ممكنًا.

ولو لم تكن أمازون، لربما كانت شركة أخرى هي من فتحت هذا الباب.

هذه طريقة مختلفة في التفكير.
السؤال هنا: هل يمكنك أنت أن تجعل شيئًا ممكنًا للآخرين؟

6. الإعلان هو الثمن الذي تدفعه مقابل منتج سيئ

المنتج الجيد يروّج لنفسه من خلال الحديث المتناقل بين الناس.

وهذه قاعدة ذهبية ستبقى صحيحة دائمًا.

إذا صنعت شيئًا رائعًا فعلاً ويحب الناس استخدامه، فسيقومون تلقائيًا بإخبار أصدقائهم عنه.

لكن إن اضطررت لإنفاق ملايين الدولارات لإقناع الناس بتجربة منتجك، فهذا يعني غالبًا أن منتجك سيئ من الأساس.

هذا لا يعني أنك لن تستطيع تحقيق أرباح بهذه الطريقة، ولكن من الذكاء أن تستثمر في تطوير منتج ممتاز بدلًا من إنفاق المال على تسويق منتج ضعيف.

بيزوس يؤمن بإعادة استثمار كل ما لديك في تحسين منتجك، وترك المنتج يتحدث عن نفسه.

فكر بالأمر: في معظم الأحيان التي تجرّب فيها شيئًا جديدًا، يكون السبب أن شخصًا تثق به أخبرك عنه، وليس لأنك شاهدت إعلانًا له.

الكلام المنقول بين الناس هو أقوى أشكال التسويق إذا كنت تملك منتجًا عالي الجودة يحلّ مشكلة حقيقية.

7. اربح القليل من عدد كبير من الناس

إذا فكرت في الأمر، فهناك طريقتان لكسب المال:

إما أن تبيع شيئًا باهظ الثمن لعدد قليل من الأشخاص، أو تبيع شيئًا رخيصًا لأكبر عدد ممكن من الناس.

في السيناريو الأول، تكمن ميزتك في الندرة والحصرية.
ولهذا السبب، لا يمكنك ببساطة دخول متجر رولكس وشراء أي ساعة تريدها — فهناك قائمة انتظار.

أما في عصر القابلية اللامحدودة للتوسّع، فيرى بيزوس أن النموذج الثاني هو الطريق نحو الثراء الفاحش.

إنه نهج يتمحور حول العميل، حيث تركّز على تقديم أفضل حل ممكن لأكبر عدد ممكن من الناس.

8. ابدأ من الحاجة واعمل بشكل عكسي

معظم الناس يبدأون بمنتج، ثم يبحثون عن من يمكنهم بيعه له.

لكن جيف بيزوس يرى أنه إذا كنت تريد النجاح وتحقيق الثراء، فعليك أن تبدأ من الحاجة، ثم تفكر في المنتج لاحقًا.

لطالما أكّد بيزوس أن التركيز يجب أن يكون على العميل واحتياجاته.

في الواقع، عليك أن تبدأ دائمًا من هذه النقطة، وأن تجعلها جوهر عملك.

وعندما تفهم حقًا ما هي تلك الاحتياجات، يصبح بناء المنتج أسهل بكثير.

9. احتضن التوجّهات الخارجية

في نظر جيف بيزوس، إذا قاومت التوجّهات (Trends)، فأنت في الواقع تقاوم المستقبل.

وكما يُقال: “تكيف أو انقرض”.

وهذا يتماشى مع الفكرة التي تحدّثنا عنها سابقًا، وهي المرونة في التفاصيل.

عندما تتغيّر الأمور، عليك أن تتغيّر معها، مع الحفاظ على ثبات رؤيتك الأساسية.

فإذا كان المستقبل يتجه نحو الطائرات المسيّرة (الدرونز)، يصبح منتجك هو “التوصيل عبر الدرون”، مع الحفاظ على نفس الرؤية: مشتريات إلكترونية سريعة ورخيصة. هل ترى كيف تترابط الأمور؟

الاتجاهات يمكن أن تعزّز مشروعك إن دمجتها بذكاء، أو تجعله غير ذي صلة إن تجاهلتها.

10. نوعا القرارات

في عالم جيف بيزوس، تُتخذ قرارات مهمة وذات تأثير كبير باستمرار.

ولكي تواصل التقدّم بثبات، عليك أولًا أن تُميّز نوع القرار الذي تواجهه.

يشير بيزوس إلى وجود نوعين من القرارات، ويُطلق عليهما القرار من النوع الأول والقرار من النوع الثاني.

  • النوع الأول هو القرارات التي لا يمكن التراجع عنها ولها تأثير طويل الأمد.
    تشبه “الأبواب ذات الاتجاه الواحد” — بمجرد أن تعبرها، لا يمكنك العودة.

هذه القرارات يجب أن تُتخذ ببطء وبمنهجية، مع كثير من التأنّي والتشاور.
كما يجب أن تجمع كل المعلومات والبيانات اللازمة قبل اتخاذ القرار.

  • أما النوع الثاني، فهي قرارات قابلة للتراجع.
    يمكنك أن تعبر الباب، وإذا لم يُعجبك ما تراه، يمكنك العودة ومحاولة باب آخر.

بيزوس يرى أن معظم القرارات في الواقع هي من النوع الثاني، ويؤكّد أنك بحاجة أولًا إلى التعرّف عليها، وثانيًا إلى تعلّم كيفية اتخاذها بسرعة.

ويشير إلى أن هذه القرارات غالبًا ما يجب اتخاذها بنسبة 70% فقط من المعلومات التي تتمنى لو كانت لديك.

وفوق ذلك، يشدّد على ضرورة تعلّم كيف تختلف مع الآخرين وتدعمهم في نفس الوقت، لمجرد الحفاظ على سير العمل.

على سبيل المثال، قال إنه وافق على إنتاج مسلسل أصلي من Amazon Studios، رغم أنه أخبر الفريق بأنه لا يجده مثيرًا بما فيه الكفاية، وأنه معقّد في إنتاجه، وحتى شروط العمل عليه لم تكن مُغرية.

لكن الفريق كان له رأي مخالف تمامًا، وأراد المضيّ قدمًا.
فاختار بيزوس أن يختلف مع رأيهم، لكن يلتزم بدعمهم، وقال لهم:
“أتمنّى أن يصبح هذا العمل هو الأكثر مشاهدة من بين كل ما قدّمناه.”

لماذا يُعدّ هذا الأمر مهمًا؟

لأن العوائد الكبيرة غالبًا ما تأتي من الرهانات التي تتحدّى التفكير التقليدي، رغم أن هذا التفكير التقليدي يكون صحيحًا في معظم الأحيان.

9 مرات من أصل 10، سيكون رهانك خاطئًا.
لكن تلك المرّة الواحدة التي تكون فيها على صواب، ستعوّض كل الخسائر السابقة.

وبالفعل، برّر بيزوس قراره بأن الفريق نفسه قد فاز مسبقًا بـ11 جائزة إيمي، و6 جوائز غولدن غلوب، و3 جوائز أوسكار.

ولو أضاعوا وقتهم في إقناعه، لربما لم يُنجز ذلك المشروع أبدًا.

في الختام، لم يُصبح جيف بيزوس من أغنى أغنياء العالم عن طريق الصدفة. كما ترى، هناك الكثير من الدروس القيّمة والمفيدة في عالم الأعمال كمنهج متكامل. سأتركك الآن مع دفتر ملاحظاتك… استمتع!

أضف تعليق

آخر مقالات الموقع