كثيرا ما تقوم شركات بانفاق مبالغ كبيرةً جداً على منتجات جديدة لكنها سرعان ما تفشل حال وصولها إلى السوق. في الواقع يعتبر فشل المنتجات الجديدة واحدًا من أسوأ الكوابيس التي تطارد أصحاب الشركات وروّاد الأعمال، فقد يكون أحيانا منتجا ممتازا ومميزًا ، ويقدم قيمة مضافة في السوق، وتمَّ تصميمه على أفضل وجه ممكن، ثم في النهاية يُطرح في السوق لتكون الصدمة الكبرى: فشل المنتج بكل ما فيه من مزايا!
طرح منتج جديد في السوق أمر صعب للغاية، وهو ما يُفسِّر أن أكثر من 30% من المنتجات التي تطرحها الشركات في الاسواق تفشَل في تحقيق العائدات المالية المتوقعة منها. طبعا هنالك أسباب كثيرة لفشل منتج جديد في السوق، لكن أحد أهم الأسباب الشاملة لفشل بعض المنتجات ونجاح بعضها الآخر هو ما يسمى بالتوازن بين “مزايا المنتج” وما يحتاجه “السوق” فعلا. الأمر لا يتعلّق فقط بجودة المنتج و إبهاره وكفاءته وتلبيته لاحتياجات السوق، وإنما يتعلّق بأبعاد أخرى متعددة.
سنتعرف فيما يلي على أهم 7 أخطاء تؤدّي إلى فشل المنتجات الجديدة في الاسواق:
1.الفشل في فهم احتياجات العملاء:
إذ يذكر في العام 1970 أطلقت شركة الاتصالات الأمريكية ” AT&T ” هاتفا يسمح بنقل الصور وتوقعت الشركة حينها إنتاج مليون نسخة من الهاتف خلال 10 سنوات من إطلاقه، لكن الشركة وجدت نفسها مضطرة لسحبه من الأسواق بعد 3 أعوام فقط، وذلك لفشله في جلب اهتمام المستهلكين ، إذ أن الجهاز كان ضخما وصعب الاستخدام وصوره كنت صغيرة للغاية وضعيفة الجودة، والنتيجة أنها قدمت منتجا لا يتوافق مع متطلبات واحتياجات المستهلكين، ويبدو أنها لم تتعلم من أخطائها إذ قامت بإطلاق نسخة أخرى في العام 1992 والتي حققت نفس النتيجة السلبية .
2. بطء تصميم المنتج والتأخر في دخوله السوق:
ينبغي الموازنة بين جودة تصميم المنتجات والإطلاق المبكّر لها. في الواقع، لا توجد إجابة قاطعة حول مرحلة التّصميم التي يجب أن تطلق المُنتج عندها. ولكن لا تنتظر طويلًا لكي تطلق المُنتج، ولا تنتظر حتّى يصبح المُنتج مثاليًّا.
إن التأخر في إطلاق المنتج في السوق من الممكن أن يؤدي إلى فشله ، فقد تطرأ متغيرات كثيرة على السوق خلال فترة التأجيل كتغيير احتياجات المستهلك أو تباطؤ النمو الاقتصادي وغيرها من التحولات في معطيات السوق.
3 استهداف السوق الخاطئ:
إذ أنه في العام 2006 أطلقت شركة ” Microsoft ” جهاز Zoon لتشغيل الفيديو والملفات الصوتية لمنافسة جهاز الأي بود الذي أنتجته شركة Apple، لكن المنتج فشل واضطرت الشركة لوقف إنتاجه بعد أن اعترفت أنها كانت تقلد نسخة الأي بود أي أنها لم تضف جديدا لإغراء المستهلكين حتى يختاروا جهازها.
4.التسعير الخاطئ :
في عام 1993 أطلقت شركة Apple جهاز المراسلات ” Newton Pad ” الذي يعمل بشاشة اللمس ويعتبر البذرة الأولى لجهاز الأي باد ، لكن سعره كان مرتفعا للغاية إذ بلغ 800 دولار وهو رقم كان كبيرا نسبيا في ذلك الوقت إضافة إلى أنه لم يكن ملائم للمواصفات إذ أن بطاريته رديئة وشاشته غير واضحة ويصعب القراءة منها أو الكتابة عليها، مما دفع الشركة إلى وقف هذا المنتج في عام 1998.
5.ضعف فريق العمل والقدرات الداخلية :
في عام 2007 أسس رجل أعمال سويدي وآخر دانيماركي خدمة تلفزيون الانترنت وكانت واعدة للغاية في البداية لكنها فشلت نتيجة ضعف كفاءة فريق العمل فكان الموقع يتسم بسوء التصميم والتشغيل فتم بيعه بعد عامين من إطلاقه فنقص كفاءة ومهارة العاملين يؤدي إلى منتج عقيم لا يرضي متطلبات العملاء .
6. حل مشكلة غير موجودة:
إذ أنه في العام 1990 أطلقت علامة ” Maxwell House ” للقهوة مشروب القهوة الجاهزة ، وكان الهدف تقديم منتج مبتكر يساعد العملاء على الاستمتاع بالقهوة على الفور دون الحاجة للقيام بعملية إعدادها التقليدية، وبطبيعة الحال لا يمكن وضع القهوة داخل الميكرويف بعبواتها التجارية ولا بد من سكبها اولا داخل الكوب ثم وضعها داخل الجهاز وهي عملية مشابهة لعملية صنع المشروب باستخدام ماكينة القهوة العادية ، أي أن المنتج الجديد لم يقدم أي فرق للعملاء واضطرت الشركة لوقف إنتاجه.
7.سوء التنفيذ :
في عام 1995 أصدرت شركة ” Microsoft ” برمجية ” Pop ” لكنها فشلت فشلا ذريعا ، حيث كانت تعتمد على تقنيات متطورة لم تكن متاحة لمعظم المستهلكين في ذلك الوقت ففشل النظام ، كبرنامج ” Windows Vista ” الذي كان يتضمن الكثير من التقنيات التي يحتاجها المستخدم ، فوجد الكثيرون صعوبة في استخدامه بعد 4 أشهر من إطلاقه حيث سمحت الشركة ببيع أجهزة بنظام أقدم.
في النهاية، طرح أي منتج أو خدمة جديدة في الأسواق بواسطة شركة كبيرة أو متوسطة أو ناشئة هو في النهاية تحدٍّ له خصائصه وظروفه وطرق التعامل الخاصة معه. التخطيط الجيد لمواصفات المنتج الفنية وسعره وسهولة استعماله وتوافره في الأسواق يعني في النهاية رفع فرص نجاحه وتحركه الحثيث إلى خانة الربح المؤكد.