يعرف المتداولون المتمرسون أن النظام الواحد لا يكفي لتحقيق العدد المرجو من الصفقات الناجحة. ولذلك، تعد معرفة كيفية تطبيق استراتيجية التداول وتكييفها وفقًا لجميع ظروف السوق عاملًا رئيسيًا للنجاح في مجال التداول، تمامَا كما هو الحال مع فهم أساسيات الاقتصاد.
توجد العديد من استراتيجيات تداول العملات الأجنبية تختلف فيما بينها في التعقيد. يعتمد بعضها على استخدام الرسوم البيانية الفنية مثل تلك المتوافرة على منصة التداول تريدنج فيو. بينما يعتمد البعض الآخر على تحليل الأحداث الجارية وعلى الفهم الأساسي للسوق. لنتعرف على 5 من أفضل استراتيجيات تداول العملات الأجنبية.
استراتيجية التداول بالدعم والمقاومة
يجب على جميع متداولي الفوركس معرفة كيفية تحديد مستويات الدعم والمقاومة على الرسوم البيانية، بغض النظر عن الأصل الذي يتداولونه. تمثل مستويات الدعم والمقاومة حواجز وهمية لتحركات الأسعار في أسواق الفوركس ويمكن رصدهما بسهولة على الرسوم البيانية، حيث يمنعان السعر من التحرك لأعلى أو لأسفل. ويمكن رؤيتها على أي رسم بياني للفوركس وعبر جميع الأطر الزمنية. يعد تداول الفوركس باستخدام مستويات الدعم والمقاومة إحدى الطرق الأكثر فعالية للتنبؤ بتحركات الأسعار المستقبلية.
لا تُظهر مناطق الدعم والمقاومة الاتجاه العام السوق فحسب، بل يمكنها أيضًا تسليط الضوء على الأماكن التي يجب تجنب الشراء فيها. وبذلك، تقوم استراتيجية الدعم والمقاومة بإنشاء خريطة لمخطط السعر، تشير إلى المكان الذي انعكس فيه السعر أو ارتد سابقًا. تعد القدرة على التنبؤ بتحركات الأسعار المستقبلية أداة قوية تمكنك من اتخاذ القرار الصحيح المبني على معطيات واقعية بحتة يمكن استسقاؤها عن طريق التحليل البسيط لأي مخطط فوركس.
استراتيجية تداول الاتجاه
ترتكز هذه الاستراتيجية على حقيقة أن السعر يميل تاريخيًا إلى التحرك في اتجاه ما وبناءًا على ذلك، يجب على المتداولين التركيز على نِقَاط تغيير الاتجاه أو ما يعرف بالقمة و قاع. الخطوة الأولى في استراتيجية تداول الاتجاه هي تحديد الأزواج التي تتجه إما لأعلى أو لأسفل حتى يعرف المتداول الاتجاه الذي يجب أن يتطلع إليه للتداول.
الخطوة التالية هي العثور على نِقَاط دخول التداول باستخدام مؤشر دراسة اتجاه موثوق مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) الذي يتحرك صعودًا وهبوطًا على مقياس مكون من 100 نقطة، متتبعًا قوة حركة زوج العملات. إذا وصل مؤشر القوة النسبية إلى أعلى من 70 أو انخفض إلى ما دون 30، فهذا يعني أن اتجاه السعر يوشك أن يتغير.
أما خُطَّة الخروج في هذه الإستراتيجية هي وضع أمر الإيقاف والحدود مع مستويات الدعم والمقاومة. يعد تعلم استراتيجية تداول الاتجاه أمرًا ضروريًا لكل متداول لأنه يمكن أن يكون واحدًا من أكثر الاستراتيجيات ربحًا في عالم التداول.
استراتيجية التداول فيبوناتشي
فيبوناتشي تعد واحدة من استراتيجيات التداول الأكثر شعبية و قد سميت على اسم عالم الرياضيات الإيطالي الشهير. و تعد مناسبة للتداول متوسط و طويل المدى، حيث يتم استخدامها لمتابعة مستويات الدعم والمقاومة المتكررة.
كما رأينا، تتحرك الأسواق في الاتجاهات محددة وتعمل أداة فيبوناتشي بشكل أفضل عندما يستقر السوق على اتجاه محدد. و تتضمن فكرتين أساسيتين. الأولى هي الشراء عند الارتداد عند مستوى دعم فيبوناتشي أي عندما يتجه السوق صعودًا والثانية هي البيع عند الارتداد عند مستوى مقاومة فيبوناتشي عندما يتجه السوق للأسفل.
إذا كان السعر يتحرك في أنماط فيبوناتشي، فسيجد المتداولون أنه محدد بمستويات دعم رئيسية 0.328 أو 0.5 أو 0.618 وهي عادةً المستويات الذي يجرون فيها تداولاتهم في انتظار انعكاس الاتجاه. تجدر الإشارة إلى أن استيعاب هذه التقنية يتطلب بعض الممارسة.
مصدر الصورة: Photo by Alesia Kozik from Pexels: https://www.pexels.com/photo/person-holding-a-smartphone-6771900/
استراتيجية التداول سكالبينج
يعد سكالبينج تقنية مفيدة للغاية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمتداولين المبتدئين لأنها استراتيجية منخفضة المخاطر عالية المردودية. سكالبينج هي استراتيجية تداول متخصصة في جني الأرباح من التغيرات الصغيرة في الأسعار خلال مدّة وجيزة لا تتعد بضعة ساعات أو حتى دقائق في بعض الأحيان. تحقق تقنية سكالبينج نتائج عن طريق تكرير الصفقات الرابحة بشكل مستمر خلال فترات قصيرة. يتمتع المضاربون الناجحون بنسبة ربح أعلى بكثير مقارنة بالصفقات الخاسرة كلما حافظو على نسبة الأرباح مساوية أو أكبر بقليل من الخسائر. تتطلب هذه إستراتيجية خِطَّة خروج صارمة حيث أن خسارة واحدة كبيرة يمكن أن تقضي على العديد من المكاسب الصغيرة التي حققوها. تتطلب سكالبينج قدرًا كبيرًا من الصبر والوعي ولكن نتائجها فعالة للغاية.
استراتيجية تداول الشمعدان
الرسوم البيانية الشمعدانية هي أكثر أنواع الرسوم البيانية شيوعًا في أوساط متداولي الفوركس. مع أنّ وجود أنواع أخرى من الرسوم البيانية مثل الرسوم البيانية الخطية و المخططات الشريطية، إلا أنها لا تكشف الكثير عن حركة السعر السابقة كما تفعل الشموع اليابانية.
يتم اتخاذ القرارات المتعلقة بحركة السعر المستقبلية بناءً على تاريخ تغيرات السعر. الشمعدانات تمثل حركة السعر لفترة زمنية معينة، من دقيقة واحدة إلى أسبوع أو شهر، ومجموعات الشموع أداة مفيدة جدًا للإشارة إلى إمكانات الدخول والخروج من مركز معين.
المؤشرات الشموع تعمل بشكل مثالي تقريبًا خلال أوقات التقلبات كما أنها تحافظ على فعاليتها في الأوقات الأقل تقلبًا، إذا تم دمجها مع مجموعة من المؤشرات الأخرى.
في الخلاصة، هناك العديد من استراتيجيات تداول الفوركس التي يمكن للمتداولين استخدامها، ويعتمد الخِيار النهائي على ما يفضله كل مستثمر على حِدَةٍ. ينضوي الفوركس على الكثير من التجربة والخطأ، لذا فإن تجرِبة مجموعة من الاستراتيجيات التي عرضناها هنا هي طريقة المثلى للتعرف على التقنية الأكثر فعالية.