يشهد العالم ظروف صعبة لم يعشها منذ فترة طويلة بعد تفشي فيروس كورونا، والذي فتك باقتصاد الدول أجمع من دون أي استثناء. وفي ظل معاناة العالم من هذه الجائحة الحالية وتبعاتها، فإن إيجاد الخيارات الأمثل للاستثمار هو ما يشغل بال الجميع الآن. والسؤال الأكثر تداولا هذه الفترة هو: ما هو الاستثمار الأفضل في زمن الكورونا؟
ما بين التفاؤل والتشاؤم، الجميع في مفترق طرق. لكن يتفق الخبراء والمختصون بالاستثمار، أن هناك خيارات استثمارية قد توفر فرص كبيرة في هذه الأزمة، لكنها تنطوي على مخاطر عالية وبالتالي فهي صالحة للمستثمر المتمرِّس والمحترف. أما بالنسبة للمستثمر المتحفظ، فيمكنه اللجوء إلى الاستثمارات الآمنة خلال هذه الفترة الصعبة.
أفضل الاستثمارات في الأزمات (مصحوبة بمخاطر أعلى) :
1- سوق الاسهم
إذا ما قارنا بين سلوك وأداء الأسواق المالية تاريخيا، وقارنا انخفاضات مماثلة لما يحدث الآن نتيجة هلع من خروج تفشي الفيروس عن السيطرة، نجد أن هذا الهلع من الناحية الاستثمارية، يمثل فرصة جيدة لشراء الأسهم التي انخفضت بدون مبرر يذكر، والتي من الممكن أن تتوفر فيها فرص كبيرة في اقتصاد ما بعد كورونا.
من منطلق مصائب قوم عند قوم فوائد، استفادت قطاعات بعينها من تفشي الفيروس، وارتفعت أسعار بعض الشركات بشكل كبير. وأبرزها شركات المنتجات الطبية مثل الأقنعة والكمامات الواقية والمطهرات ومستلزمات المختبرات. قطاع التجارة الالكترونية حقق قفزة تاريخية بسبب إقبال الناس على الشراء من الانترنت. وأيضا قطاع الترفيه المنزلي كشركة نتفلكس التي حققت أرباحا فاقت التوقعات.
مع أخذ بالاعتبار أنه المُرجَّح أن تلك القطاعات التي استفادت من تفشي الوباء سيخفت بريقها مع انحسار الأزمة، فيما ستتعافى القطاعات التي تأثرت بشدة خلال الأزمة.
2- سوق العملات الرقمية
يولي المستثمرون في الآونة الأخيرة العديد عناية خاصة بالاستثمار في البيتكوين وسوق العملات الرقمية، ربما لأنه يتميز بالربحية والعائد الاستثماري العالي لكنه أيضا شديد المخاطرة مقارنة مع أصول أخرى.
تعرضت عملة البيتكوين لهبوط عنيف في شهر مارس لكن ذلك لم يمنعها من أن تكون الإستثمار الأكثر ربحية في عام 2020 وتتفوق على أداء الذهب والنفط بالإضافة إلى مؤشرات الأسهم الرئيسية. على الرغم من هذا التقلب الشديد، تمكنت عملة البيتكوين الآن من استرداد معظم القيمة المفقودة خلال تحطمها في منتصف مارس، وهي الآن ترتفع بنسبة 22.4 ٪ منذ بداية العام.
الاستثمارات الآمنة في زمن كورونا
1- الملاذات الآمنة
مع تخوف المستثمرين من تبعات تفشي فيروس كورونا وغياب بداية نهاية أنتشاره، بدأ المستثمرون يتجهون صوب الملاذات الاستثمارية الامنة وفي طليعتها الذهب والسندات.
عادة يميل الذهب إلى تحقيق الأداء الجيد في فترات الاضطراب والتقلب في الأسواق، ويعتبره البعض أنه الاستثمار الأكثر أمانا لأن قيمته ترتفع على المدى البعيد بالرغم من التذبذبات قصيرة المدى. للمزيد عن الذهب، اقرأ هذه المقالة : كيف استثمر في الذهب.
أما سوق السندات فيعد ملاذاً آمنا طويل الأجل لكنه الأقل ربحاً. في هذه الفترة يفضل البعض الاستثمار في سندات المؤسسات والجهات ذات التصنيف الائتماني المرتفع، فمع الخطوات التي اتخذتها البنوك المركزية الكبرى في العالم لدعم أسواق السندات ذات التصنيف الائتماني الجيد، فإنه مازالت هناك فرص أمام المستثمرين.
2- العملات الآمنة
من العملات التي تحظى بقبول كبير لدى المتعاملين الين الياباني والفرنك السويسري والدولار، كأحد الملاذات الآمنة التي يمكن من خلالها الحفاظ على الثروات وجني أرباح منها، حيث يمكن للمستثمرين التركيز على العملات الرئيسية في السوق والاختيار فيما بينها للتداول، لأنها تخلو من التعقيدات التي يمكن أن تجدها في أسواق الأسهم والاستثمارات الأخرى مثل الأسهم التي تتهاوى بشكل كبير على أثر تداعيات جميع الأسواق العالمية والسندات التي تحظى بالثقة في أغلب الأوقات لتحقيق فائدة منها قد تكون مهددة.
خلاصة : في ظل هذه الظروف الراهنة وما يعيشه العالم من اضطرابات مستمرة في الاقتصاد، يبقى خيار الاستثمار الأكثر أمانًا في ظل تقلب الأسواق والمخاوف المتعلقة بشأن المستقبل، مهمة صعبة حقّاً. لكن في كل الأحوال، تظل أفضل نصيحة ليمكن توجهيها للمتداولين والمستثمرين في ظروف الأزمة الحالية، هي تقليل التحركات لأقصى درجة.
كيف تستثمر أموالك بأمان في زمن كورونا؟
لا شك أن الجميع ولاسيما صغار المستثمرين، يحاولون إيجاد الطريقة الأمثل والاستراتيجية الأنسب للاستثمار في أجواء الركود الاقتصادي التي تحيط بالعالم بسبب وباء كورونا؟! يمكنك الاطلاع على هذه المقالة : كيف تتجنب مخاطر التداول وتكسب في أسواق المال أوقات الأزمة؟
إن التعامل مع الأسواق المالية ليس سهلا، كما يعتقد البعض؛ بل يتطلب مهارات نفسية للتحكم في النفس مع انتشار الخوف والهلع، ومعرفة مالية تمكّن الشخص من تقييم الشركات، وتحتاج إلى ممارسة مرات عدة وتحييد المشاعر والنظر بموضوعية للصورة الكاملة. وهذه بضع نصائح استثمارية يحتاجها كل مستثمر في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى:
– لا تحاول توقيت السوق!
في خضم الأزمة الحالية لا يحتاج المستثمر إلى أن يكون أكثر ذكاءً ماليًا بقدر حاجته إلى أن يصبح أكثر هدوءًا واستقرارًا من الناحية النفسية. أغبى شيء قد يفعله المستثمر في هذه الأيام أن يكون محدده الرئيسي والوحيد هو محاولة توقيت السوق أو مجاراته زمنيًا، بمعنى أن يخرج لاعتقاده أن السوق في طريقه لمزيد من التراجع أو أن يدخل مراهنًا على أنه حان وقت ارتداد السوق إلى الأعلى.
هذا نهج خطير جدًا في الأوقات العادية فما بالك بأوقات الأزمات التي تكون فيها التقلبات العنيفة هي السمة الأبرز لدى السوق. اتباع هذا الأسلوب في خضم أزمة كورونا الحالية من الممكن أن يتسبب للمستثمر في خسائر تقصم ظهره حرفيًا.
– لا تضع كل مالك في استثمار واحد مهما كان مغريا
إذا كان التنويع استراتيجية مطلوبة للتقليل من الخسارة في الأوقات العادية، فإنها تصبح ضرورة ملحة في وقت الأزمات والاضطرابات. وتعتمد كيفية تقسيم محفظتك على اشياء عديدة مثل كيفية تحمل المخاطر والأفق الزمني والأهداف وما إلى ذلك. كما يختلف وضع كل مستثمر عن الآخر. ولهذا تتيح لك استراتيجية توزيع الأصول المناسبة تجنب الآثار السلبية المحتملة الناتجة عن وضع كل بيضك في سلة واحدة.
– استثمر في نفسك
إذا كنت ترى الاستثمار أمر مخيف في الوقت الحالي وتعتقد أنك غير قادر على تحمل مخاطره فأفضل شيء يمكنك فعلة هو الاستثمار في نفسك وزيادة معلوماتك الاستثمارية حتى تتمكن من متابعة الأسواق بصورة جيدة ولكي تكتسب مهارات جديدة تفيدك بعد انقضاء أزمة كورونا إن شاء الله.