يكره معظم الناس فكرة وضع ميزانية أو تخطيط إنفاقهم. لماذا؟ لأنهم يعتقدون أنهم يعملون بجد كل أسبوع، ولا يريدون أن يعيشوا تحت أي قيود. لا يفهَم معظم الناس المفهوم الحقيقي لوضع الميزانية أو ما تُحقِّقه. إن الميزانية في الحقيقة لا يجب أن تكون مقيّدة لحياتك على الإطلاق، ولا يجب أن تمنعك من شراء الأشياء التي تريدها حقًا، بل هي توجهك وحسب لأكبر أولوياتك.
لو كنت من الذين يرفضون ولا يطيقون وضع ميزانية شهرية متوازنة، إليك 5 أمور تُصعِّب عليك التقدم ماليًا حينما لا يكون لديك ميزانية.
1- حينما لا تضع ميزانية، يصبح الدين شديد السهولة.
إن لم تضع ميزانية فستنفق بحرية وبعفوية دون خطة، وفي معظم الأحوال سيقودك هذا الإنفاق إلى الاستدانة مباشرة.
حينما لا يكون لديك ميزانية، يصبح من الأسهل بكثير إنفاق مبالغ أكبر من المعقول أو حتى أكبر مما تكسبه، وبمجرد أن تسقط بين أنياب الدين، وتبدأ في دفع الفائدة، سيصبح التخلص من الديون أكثر صعوبة.
2- حينما لا تضع ميزانية، يمكن للنفقات المفاجئة أن تمثل ضربة قاصمة لك.
حينما تضع ميزانية مكتوبة شهريًا وتتبع نفقاتك بحرص، فإن “فاتورة مفاجِئة” مثل أقساط تأمين سيارتك نصف السنوية أو فاتورة ضرائبك لا يمكن أن يؤثروا عليك بشكل كبير. لماذا؟ لأنك تعلم مسبقًا أنها قادمة ووضعتها في ميزانيتك بالفعل.
من ناحية أخرى، بلا ميزانية تكون كمن يتحرك بشكل أعمى، فقد يصبح من الصعب تذكُر الفواتير التي يجب دفعها ومتى يجب دفعها. مما قد يجعل ظهور فاتورة مفاجئة أثناء انخفاض رصيدك أمرا واردا، وهذا من شأنه أن يجرك إلى ضغوط مالية كنت في غنى عنها، أو ستُجبر على استخدام أموال الطوارئ الخاصة بك أو الحصول على مزيد من الديون بسبب نفقات كان يجب أن تكون في الحسبان.
3- حينما لا تضع ميزانية، يكون مقدار ما يمكنك ادخاره غير واضح.
أنت هنا لن تضيع عليك مبالغ مالية كنت ستدخرها، بل هناك تكلفة الفرصة الضائعة. على سبيل المثال، لو كان بإمكانك إدخار 100$ أو 200$ أو حتى 500$ شهريًا، فقد تستطيع استثمار هذه المبالغ وتحسين وضعك المالي، أو تتخلص من ديونك إلى الأبد، أو ضخها في رأس مال خاص لبدء فكرة عمل تغير حياتك.
4- حينما لا تضع ميزانية، فأنت لا تشعر بضياع أموالك.
سيكون من الأسهل كثيرا أن تنفق بأكثر مما تتصور لو لم يكن لديك ميزانية. إذا لم تعرف إلى أين يذهب مالك فستجد مكانًا لإنفاقه. هذا صحيح بشكل خاص حينما يتعلق الأمر بالإنفاق المنتظم على مواد سريعة الاستهلاك مثل الطعام والترفيه وجميع رغباتك. ويمكن لحفنة من العادات السيئة أن تكلفك شهريًا ما لا تتحمله في كثير من الأحيان.
5- حينما لا تضع ميزانية، سيكون الوصول لأهدافك أصعب كثيرًا.
لا تستطيع الادخار بما يكفي للوصول لأهدافك؟ سواء كنت تريد تقاعدًا مريحًا، أو لشراء سيارتك أو لبناء راس مال مشروعك الخاص.. ، فإن الميزانية الشهرية هي أفضل طريقة لتحقيقها بشكل أسرع.
أنت تجبر نفسك على النظر لفواتيرك المتكررة بطريقة جديدة تمامًا حينما تعتمد على ميزانية مكتوبة، ونتيجة لهذا فسيكون من المرجح أكثر بكثير أن “تقتطع الزيادات التي تذهب في امور المتعة الؤقتة ” من إنفاقك وتحول تلك الدولارات تجاه أشياء تريدها حقًا.
إن النقطة المهمة هي أن وضع الميزانية يُظهر كل هذه الأمور ويجبرك على الإنفاق وفقًا لقيمك.
أخيرا: بدلاً من النظر لوضع الميزانية كمجموعة من القيود المفروضة ذاتيًا، فكر في كل ما يمكن أن تكسبه منها بوجودها. نحن جميعًا لدينا أهدافًا مالية نريد تحقيقها يومًا ما، ربما ترغب في التقاعد مبكرًا، أو تريد دفع مصاريف التعليم في الكلية لأطفالك، أو ربما تريد ببساطة التوقف عن التوتر بسبب المال كل شهر.
في كل الأحوال، وضع ميزانية هو أفضل طريقة لتحقيق أحلامك، ومهما كنت تكره الفكرة فلا يوجد أي شيء يمكنه تغيير هذه الحقيقة. بمجرد أن تستوعب طريقة وضع الميزانية جيدًا، يمكن لها أن تحقق لك حرية أكبر مما حلمت بها.